تحريم الخمر والإلتفاف على النص
لو راجعنا الآيات التي ذكر الخمر فيها في القرآن ، وجدنا أنها أربع ، في ثلاث سُوَر :
الآية ٢١٩ منٌّ سورة البقرة : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ )
الآية ٤٣ منٌّ سورة النساء : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا)
الآيات ٩٠-٩٢ منٌّ سورة المائدة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (٩١) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (٩٢)
بمراجعة سريعة لهذه الآيات لا نجد تحريم حرفي للخمر فيها لذلك يذهب بعض الأشخاص للقول بعدم تحريم الخمر ، لأنهم لم يقرأوا آية تقول : حرمت عليكم الخمر ، كما قرأوا (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير )
وما ذلك إلإلتفاف على النص، وعدم شمولية الرؤية وفهم القرآن وآليات التفسير وآستنباط الأحكام .
ولن نتطرق للأحاديث رغم كثرتها ( لرفض هؤلاء البعض الإستناد عليها ).
ولن نتطرق لما يستندوا هم عليه بتحليلها بإطلاق شبهات شُرب الرسول والمقربين من الصحابة للخمر .
فلو عدنا للآية الأولى ( فيهما إثم كبير ) وفي الثانية ( جاء الأمر بعدم الإقتراب من الصلاة بحالة السكر ) وفي الثالثة أتى أمرالإجتناب .
ولم يذكر في كل الآيات ذكر تحريم لفظي واضح .ولكن لو تتبعنا (آجتنبوا ودلالتها في القرآن وآرتباطانها )
قال الله تعالى في الآية ٣٠ منٌّ سورة الحج : (فاجتنبوا الرجس من الأوثان وآجتنبوا قول الزور)
قال الله تعالى في الآية ٣٦ منٌّ سورة النحل : (ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) .
قال الله تعالى في الآية ٣١ منٌّ سورة النساء : (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم)
ونعود للآيات ٩٠-٩١ منٌّ سورة المائدة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (٩١)
نعت الله تعالى الخمر بأنها ( رجس من عمل الشيطان ) وأمر بآجتنابها والنهي عنه .
وآقترن الإجتناب في آيات القرآن بالنهي ( الشرك ، قول الزور ، الطاغوت ، الكبائر.،،،،، )
فلا يفهم من النص إلا التحريم ، وآستدلالا أولئك بالآية ٢١٩ منٌّ سورة البقرة
( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ )
وآستنادهم لقوله تعالى فيهما منافع للناس : فمعلوم أن الكحول يدخل بنسب ضعيفة في بعض الأدوية وكذلك يستخدم أحد أشكاله كمطهر وهو ما قد ينجم عن التعامل معه بشكل أو بآخر ولذلك هو ليس جنس بعينه إنما بأثره وقد أوردت سابقا منشور عن أثاره السلبية على الجسد المثبتة علميًّا ، وذكرت ( المنافع ) التي يمكن تحصيلها ببدائله .
سليمان_عمر**الشارع العربي **