المُتَنَمِّرون من بِلادِ المَجَانِين
— تشاجرا.. تقاتلا.. أدميا بعضهما… ألقيَ القبض عليهما.. ساقهما الشرطيُّ.. قُدِّما للمحاكمة في إحدى الولايات الألمانية…
— القاضي للشرطي :
— ما جرمُهما ؟
— الشرطي :
— تشاجرا أمام الناس وأعاقا السير إسألهما عن سبب المشاجرةِ ياسيدي !!
— القاضي :
— يا أنت ماذا تقول ؟
— الأول : سيدي لقد سبَّ علياً وأنا لا أسمح لأحدٍ أبداً أن يفعل ذلك ولو على عنقي…
— الثاني : لا ياسيدي لقد كذب.. كيف أسبُّه وهو قريب سيدي المصطفى لكنه هو من سبَّ سيدي عمر واتهمه بأنه لص وسارق…
— القاضي :
— ماذا سرق صاحبك عمر كما يدعي خصمك ؟
— يقول لقد سرق الكرسي ياسيدي !!
— القاضي :
— من هو عمر سارق الكرسي ؟
— الأول : سيدي عمر لم يسرق الكرسي أبدا بل أرغموه للجلوس عليه..
— القاضي : اي كرسيٍّ هذا الذي تعنيه؟
— الثاني : سرق كرسي الحكم من عليٍّ واتهم سيدي عمر بأنه حرامي..
— القاضي : هل عمر وعلي مرشحان للانتخابات الرئاسية ومتنافسان للنجاح مثلا كما هو الحال بين ترامب وبايدن في أمريكا؟
— القاضي يتوجه بخطابه للشرطي :
— عليك غداً احضار عليٍّ وعمرَ للمحكمة لضبط أقوالهما…
— الأول : عفواً سيدي هذا مستحيلٌ فقد ماتا منذ زمنٍ بعيد…
— الثاني : نعم لقد ماتا منذ أربعةَ عشرَ قرنا..
— القاضي للشرطي : قررت المحكمة ادخالهما الى مشفى الامراض العقلية وعزلهما في مقصورتين منفردتين وإلقاء القبض فورا على اتباعهما ومن يؤيِّدُهما في بلادنا كي لاينشرا الحُمقَ والجنون…
— رُفعت الجلسة واغربا عن وجهي قبحكما الله من تافهين…
— هذا هو واقع الأمة الإسلامية التي يسخر منها العالم كله وهي تسحق وتطحن بعضها باسم المذهبية والطائفية التي تدمر نفسها بنفسها في بلادنا.. بلاد المجانين…
— يا أيها الغوغاء من كُلِّ الأطراف لنعلم يقيناً أنَّ محمداً عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لم يكن طائفياً أو مذهبياً أو متعصباً لأحدً.. كان نبيَّ الرحمةِ المهداة للعالمين.. كان رسولَ المحبة والإخاء والسلام لبني الإنسان في كل زمانٍ ومكان…
— لنعلم يقينا أنه فيما إذا لو حكمنا مسلمٌ مهما كان مذهبه أو طائفته أو انتماؤه فلن يدخلنا الجنة ويبعدنا عن النار…
— كذلك إذا حكمنا علمانيٌّ أو ملحدٌ فلن يخرجنا من الجنة ويدخلنا في النار فالإيمان الحقيقي هو ما وقر في القلب وترجمه السلوك …
— إذا حكمنا من يؤمِّن لنا ولأوطاننا العمل والحرية والكرامة والعزة والمستقبل الراغد فسننحني له إحتراماً وإجلالاً ونقدِّم له الولاء والطاعة صاغرين…
— إن دخول الجنة أو النار هما رهينا إيمان المرء وأعماله يامن نصَّبتم أنفسكم رسل الإله وكأنَّ الله لا يرضى عن عباده إلا إذا رضيتم عنه أيها البلهاء..
— فيا أيها المتقاتلون على كرسي الحكم في بلاد العُرْبِ أوطاني :
— كفُّوا عن التنازع والاقتتال على السلطة باسم الدين والطائفية والمذهبية موهمين البسطاء أنها الطريق إلى الجنة وجعلتم من أنفسكم الحاكمين بأمر الله …
— ليست وظيفة السلطة التي ستديرونها إدخالَ الناسِ إلى الجنة أو إخراجهم من النار وإنما وظيفتها أن توفر للناس دون استثناء جنةً في الأرض تعينهم على دخول جنة السماء…
محمدغدير** الشارع العربي **