لمن يشككون في عصمة القرٱن
كثيرًا ما نسمع أصحاب الشبهات ، يطلقون شبهاتهم مشككين بالدين ، وعصمة القرآن إحداها ، فيقول أولئك أنه لم يتم تدوين القرآن إلا بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ، ولم يتم جمعه إلا بعد وفاة الرسول بفترة ، وليس هناك مخطوطة تعود لعصر الرسول جمعت في حياته ، والانكى من ذلك قولهم : حتى أن علامات التحريك والتنقيط كانت متأخرة فكيف سنكون متأكدين من صحة التدوين واللفظ .
قد يقبل هذا الهراء من جاهل لم يقرأ القرآن ، ولم يكن لسانه عربي يردد قصائد عنترة و امرؤ القيس ، دعيّ لم يفتح القرآن مرة ، وكيف يفتحه وهو لا يؤمن به .
والأكثر غرابة أن يردده ببغاء انساق خلفهم وقد قرأ قوله تعالى :
{ وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ • بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ • وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ • أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }[ سورة العنكبوت : ٤٨-٥١ ]
لقد نبه الله المُشَككَين من المسلمين إلى هذه الشبهة حين أنزل القرآن ، لأنه يعلم ما يكون منهم ، منبهًا لفرادة حفظ القرآن .
أن انتبه إن هذا الكتاب ليس كمن سبقه من الكتب ، فهو نزل تلاوة وحفظ في الصدور ، قبل أن ترسم حروفه .
وقال تعالى :
{ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ • فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }
[ سورة القيامة : ١٧-١٨ ]
د.سليمان_عمر**الشارع العربي **