— القُرْآنُ الكَريمُ اِصْطِلاحَاً :-
– يُعرَّف القرآنُ الكريمُ في الاصطلاحِ الفقهي بأنَّه :
– (كلامُ اللهِ تعَالى المُعجز المُوحَى به إلى النّبيِّ محمَّدٍ عليه الصّلاةُ والسّلامُ بواسطةِ المَلك جبريل عليه السّلامُ المنقولُ مُنجَّماً بالتّواترِ المَكتوبُ بين دفَّتَي المُصحفِ المتعبَّدُ بتلاوتهِ المَبدوء ُبسورةِ الفاتحةِ والمختتمُ بسورةِ النّاس)ِ…
— المقصود بأنَّه مُعجِز أي أنَّ الله تعالى أنزله ليكون مُعجِزةً مُؤيِّدةً للنبي عليه الصّلاةُ والسّلام…
– القرآنُ أعجز أربابَ الفصاحةِ والبيانِ وتحدَّاهم أن يأتوا بمثله…
— تمثَّل الإعجازُ بما حواه من فصاحةٍ وبلاغةٍ وإخبارٍ عن الغيبِ وقصصٍ للأمم السَّابقة وما تضمَّنه من إعجازٍ علميٍّ وتشريعيٍّ…
— يكمن الإعجاز في تحدّي القوم الكافرين بأن يأتوا بمثله أو بعشرِسورٍ مفتريات…
–(أَمۡ یَقُولُونَ ٱفۡتَرَاٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُوا۟ بِعَشۡرِ سُوَرࣲ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَیَـٰتࣲ وَٱدۡعُوا۟ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ)…
— للقرآن الكريم أسماءٌ متعددةٌ منها :
القرآن؛ والكتاب ؛والذكر؛ والفرقان؛ وقد وَصَل بها الإمام السيوطيّ إلى خمسةٍ وخمسينَ إسمًا؛ والذي يظهر لنا أن هذه الأسماء أخَذَها العلماء من الصفات التي وُصِفَ بها القرآنُ الكريم في كتاب الله؛ وما مِنْ شَكِّ في أن كثرة الأسماء تدُلُّ على شَرَفِ المُسَمَّى…
— القرآن جَمَعَ بين دفتيه ثمرات الكتب السابقة المُنَزَّلَة من عند الله تبارك وتعالى؛ ولأنه جَمَعَ ألوان العلوم…
(مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْء).
— بينَ كلِّ آيةٍ وسابقتها ولاحقتها مناسبةٌ؛ وبين كل سورةٍ وسورةٍ مناسبةٌ…
– هكذا نجد إقتران آيات القرآن ؛وسوره بعضها إلى بعض واضحًا جليًّا لكلِّ مَنْ طلبه ؛ حتى كأنَّ القرآنَ الكريمَ كلَّه سورةٌ واحدة….
— تنزيل القرآن الكريم…..
– بدأ نزولُ القرآنِ الكريم على محمد عليه الصّلاة والسّلام وهو في غار حراء بأول سورة العلق:
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ )
– كان ذلك إيذاناً من الله تعالى إلى النبي عليه الصّلاة والسّلام ببداية التّكليف ولزوم الدّعوة…
– استمر نزوله لثلاثٍ وعشرين سنةً مُنجَّماً (أي مُفرَّقًا وليس جملةً واحدة)….
– تكمن الحكمة من نزوله مُفرَّقاً في تثبيت قلب النّبي عليه الصّلاة والسّلام؛ وتأييده المُستمرّ بإيحاء القرآن الكريم إليه وتمكينه من حفظه وتلقينه للصّحابة رضوان الله عليهم…
– كما أنَّ من أسباب نزوله مُفرَّقاً أنَّه كان ينزل لبيان أحكام بعض الأحداث؛ والمُناسبات التي كانت تقع في عهد النّبي عليه الصّلاة والسّلام؛ أو الإجابة عن بعض المسائل…
– التدرج من سنن الله تعالى في خلقِه وكونِه قال الله تعالى :
{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ }
– التدرج من السنن الهامة التي يجب على الأمة أن تراعيها؛ وهي أن تعمل للنهوض والتمكين لدين الله. وقد شاء الله تعالى أن يكون التدرجُ سُنةً واضحةً في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وشريعته ومن أجل ذلك نزل القرآن منجمًا قال الله تعالى :
{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً }…
– أول من أشار إلى التدرج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث تقول :
( إنما نزل أوَّل ما نزل منه سورة من المفصَّل فيها ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام؛ ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا :
لا ندع الخمر أبدًا…
ولو نزل لا تزنوا لقالوا :
لا ندع الزنا أبدًا )…
أي أنّه نزل على دفعاتٍ حسب تمكُّنُ الإيمان واستقراره في قلوب المسلمين…
– قُسِّمَ القرآنُ الكريمُ حسب زمنِ نزوله إلى مكيٍّ ومدنيّ ….
فما نزل قبل الهجرة يُسمّى مكيّاً وما نزل بعدها يُسمَّى مَدنيّاً….
ومنها ما نزل بينهما وفي أمكنة قريبة من مكة المكرمة ؛ أو المدينة المنوّرة…
– يتبع إن شاء الله في الجزء الثامن…
#محمدغدير**الشارع العربي**