كم مرة قرأنا هذه السورة القصيرة ، حتى أطفالنا يحفظوها منذ نعومة أظفارهم… لكن هل تم توجيههم، أو بالأحرى توجيهنا لهذه الثنائية المتلاحمة فيها …؟!
ألهاكم التكاثر ، التكاثر بالأموال، الأولاد ، الشهادات، وأوراق الملكية…
ثم ماذا ؟
حتى زرتم المقابر … نعم المقابر ..!
هل هذا التكاثر هو الهدف الذي خلقنا من أجله؟! تكاثر بالمال مهما استمتعنا به ، فانا قد نفقده في أي مرحلة من حياتنا، رغم أننا قد نعمر ويفقدنا هو ونتركه خلفنا.
تكاثر بالاولاد ، ثم ماذا سيغادرون، قد يحسنوا و يبروا، وقد يسيئوا ويعقوا ، وفي النهاية سنغادر ، ونلحد وحدنا! الفرق هل أحسنا نحن في تربيتهم أم لا ، هل كان التكاثر نعمة أم نقمة؟
هل هذا التراكم بالثروة ، الأولاد، الممتلكات هو مقياس الفلاح؟ هو مقياس النجاح الوحيد ؟
إذا كان كذلك فقد تساوى فيه الصالح والطالح، هل الاستمرار منوط بهذا التكاثر مادام نهايته هباء ، مادام نهايته ان نورد المقابر فرادى وقد تركنا كل شيء خلفنا.
خمس كلمات ، جملتين كل جملة كلمتين لخصت لنا حياتنا، ودلتنا على الغاية من وجودنا ، ألهاكم التكاثر هذه رحلتنا، حتى ، زرتم المقابر ، نهاية الرحلة وقد تركنا ما تكاثرنا به، ثم انتهت الرحلة ، لكنها ليست المآل، لانها لو انتهت هنا فبئس الرحلة هي ، لاننا حينما نقوم بعدها للحساب، للعاقبة سنعلم أي منقلب انقلبنا إليه .
لنذكر أنفسنا عن سبب وجودنا ونعلم اولادنا ان التكاثر هو بالنوع، الهدف الذي وجدنا لاجله وليس الكم، ليس التكاثر هو الغاية من وجودنا .
د سليمان عمر ** الشارع العربي**