بلاش عتاب
و ما ندمتُ على شيءٍ مَضى نَدمي … عـلى عِـتـابي مَـن لا يفـهمُ الـعَـتَــبا
أبغض العتاب بغضًا شديدًا وبالأخص عند الصلح بين الرجل وزوجته؛ لأن الناس طباع.
العتاب بين الرجل وزوجته يزيد المشاكل، ويولد الكره في قلب الرجل.
هناك أزواج إذا تصالح هو وزوجته بعد مشكلة حدثت بينهما، يريد منها أن تبدأ صفحة جديدة معه، ولا تعاتبه وتؤنبه وتثقل عليه، بل يريد منها أن تبدأ معه كامرأة (كأنثى) لا تعاتب وتقف في وجهه، هناك أزواج لا يحبون ذلك؛ لأن هذه اللحظة لحظة صلح.
الرجل الذي لا يحب العتاب أثناء الصلح لو بدأت زوجته معه بطريقة التقرب إليه والانجذاب بعد فترة يعترف لها بخطئه، ويسود البيت الود والمحبة، وتكون هي في نظره الحبيبة الغالية .
لحظات بعد الصلح لحظات سعادة، لا يصح أن تبدأ المرأة العتاب والشجار مع الزوج العصبي تمامًا؛ لأن ذلك ينفر الرجل من زوجته.
على الزوجة أن تختار الوقت المناسب لعتاب الزوج عندما يكونان في فسحة معًا مثلًا، أو عندما يكون يشرب الشاي، أو مسترخيًا، أو في لحظات حب مع زوجته، وأفضل أن يكون العتاب تلميحًا لا تصريحًا.
على الزوجة أن تعرف طباع زوجها، متى ينفع العتاب ومتى لا ينفع؟ لقد حكى لي بعض الأزواج أنه عندما يريد أن يمارس حقه مع زوجته لا يحلو لها العتاب إلا في ذلك الوقت، وقال لي لا أحب هذه الطريقة منها، وكثيرًا أترك سريري وأغضب.
طبعًا هذا تصرف غير سليم من الزوجة، وهذا ينفر الرجل ويبعده، ويملئ قلبه عنادًا وكرهًا من زوجته.
الزوجة المحبة لزوجها التي تتمنى أن يسود البيت الحب والرضا لا تعاتب كثيرًا وتعنف كثيرًا، بل تلمح لا تصرح، وتظهر الحب لا العناد، ولقد ذكر رسول الله صلَّ الله عليه وسلم هذه المرأة في حديث واضح (قال -صلًّ الله عليه وسلم-
ألَا أُخبِرُكم بنِسائِكم مِن أهلِ الجنَّةِ الوَلُودُ الوَدُودُ الَّتي إذا ظلَمَتْ هي أو ظُلِمَتْ قالت هذه يدي في يدِكَ لا أذُوقُ غُمضًا حتَّى ترضى) رواه الطبراني.
هذه الزوجة التي ترضي زوجها حتى ولو كانت مظلومة هي من نساء الجنة.
ملحوظة: ليس معنى كلامي هذا أن الرجال ملائكة لا يخطئون، بل هم أكثر خطأ من النساء، ولكن الزوجة هي مفتاح قلب الرجل وسعادته، وعندما تكون مثل الرجل في الصدود والصد والعند ونشفان الرأس بكل تأكيد سيخرب البيت.
سيد الرشيدي **الشارع العربي **