تأثير النكته على النفس
سأل أحد الأصدقاء هذا الصباح عّن مدى تأثير النكته في هذه الظروف الذي يمر بها العالم جراء جائحة كورونا اللعينة ؟
على مر الزمن ظلت النكته الساخرة بهازلها وجادها ، سلاحا مهما ينفس به الإنسان هموم الحياة ، فكم نكته بسيطة أضفت إبتسامات على شفاه وأزاحت كابوس المعاناة عّن مقهورين ، ..
في ظرفنا الحالي ، تلقى الناس وباء كورونا بالكثير من التشكيك والسخرية وظهر ذلك جليا في النكت والقصص المضحكة التى عجت بها وسائل التواصل الاجتماعي ، ولَم يسلم مجتمع من المجتمعات من ظاهرة السخرية والتنكيت والإستهزاء بهذا الوباء ، ولئن كانت هذه الظاهرة مستساغة في بداية انتشار الوباء قبل استفحاله ، فإن تنامي ظاهرة السخرية من الجائحة مع مرور الزمن وإستشراء الداء وحصده مئات آلاف الأوراح ، يعد أمر محيرا بالفعل .
يرى الطب النفسي أن للسخرية تأثيرا على أمزجة الناس ؛ وأنها في زمن الأزمات والأوضاع الإستثنائية تأتي نتيجة للضغوط النفسية الناتجة عّن الأوضاع الإجتماعية ؛ والإقتصادية؛ والأمنية المزعجة .وقد تحمل النكته أبعادا ودلالات مختلفة لعل أبرزها تشخيص أمزجة الناس ؛ وسبر أغوار نفسيتهم ، فالنكتة تعبتر جساً لنبض الشارع حيال قرار أو إجراء أو توجه حكومي رسمي لقياس تأثيره أو مدى تقبله أو رفضة ،..
أما في المجتمعات التى لا تتمتع بقدر كبير من من حرية التعبير كمجتمعاتنا العربية المقهوره ، فتلقى النكته السياسية رواجا كبيرا لأنها وليدة الكبت والإستبداد الكريه ،؛
الدكتورة سيلفيان بارت ليبرج ، أخصائية علم النفس السريري والطبيبة الأشهر في علم النفس في عصرنا الحاضر ، ترى أن النكته هي في الأساس نوع من الإنتقاد لوضعية ؛ أو لشخص معين لكن بطريقة تشويهية ؛ فهي بهذا المعنى شكل من أشكال الإزدراء باختصار ، كي لا أطيل . الإنسان كائن يحب الضحك ولا شك أنها حالة ينفرد بها الإنسان عّن سائر المخلوقات . …
ولَم تخل أمة من الأمم من تراث ساخر تناقلته الأجيال جيلا بعد جيل ..
رضوان بك موسى **الشارع العربي **