رحيل الشيطان

ساد الهدؤء بالمجلس
دب السكون في الحياة

أصوات القنابل تخيف الأطفال
سكنت الرياح في الغابات
واختنقت زقزقة الطيور في الأعشاش
إستمر القصف وٱزداد غلظة ووحشية

حينها حبست الأنفاس رويداً
لحظات …لكنها مرت كأنها سنوات
إنقشع الظلام وأشرقت الشمس
وولئ الخوف ومات بصدمة الرعب
حلت الفصول الأربعة في تلك الليلة
تساقطت الحمم كالطوفان وإحترقت الحدائق
كانت ليلة غبراء كأنها موكب جنازة
قد فقدنا النور وحل بنا الشر
أثار الموت تحولنا تارة هنا وهناك
تأخذنا الشوارع وتدور بنا الايام
كأطفال أقدامهم ضعيفة
الماء يجري بالإنتقاص وينساب متكاسلا
أسود اللون فوقه سحابة ضباب أبيض
إرتعشت كل الأركان وإهتز البنيان
إشتدت ريح الحقد الغبراء وكأنها بحر الأشباح يتمرجح على أوتاره حارس الشيطان
من خلفه شاب يحمل مزمار … ورقة … وفرشاة
أيها القتلة البؤساء لاتفهمون هذا
مزماري جرس سيقرع ساعة الموت
ورقتي ساطلقها الى عنان السماء ..
اتوسل ان لايحدث غضب الله
فرشاتي ترسم وجوهكم المشوهة
وأذرعكم القاتلة
سيبعثون الأموات ويطاردونكم
إرحلوا للشيطان وٱدفنوا أنفسكم
فالجليد سيذوب .. وتمتليء الأنهار
وتسقى الحقول .وتغرد الطيور