وهكذا أصبحنا ورقة لعب وكسب رهان ؟!!
عندما تمتزج القذارة بالوقاحة والوضاعة يصبح مصير الشعوب بين كؤوس ومجون ..حيث تتم العملية بمسرحية أغلقي عينيك من أجل انجلترا ونفتح نحن أذرعنا لنقتل بعضنا ….
خلاصة المسرحية العالمية التي نعيشها تتلخص في سطور هاته المسرحية :
أحد اللوردات يدعو أحد شيوخ البترول الكبار (عربي طبعا) إلى وليمة عشاء، وكان هذا اللورد رئيسا لمجلس إدارة شركة بترول كبرى، وعمالقة البترول – كما تعلمون-عمالقة السياسة في الوقت نفسه، وعلى عادة الإنكليز الذين يتمتعون بعقل استخباراتي حتى في الامور الاجتماعية، يقوم اللورد بجمع المعلومات عما يحبه الشيخ من أكل وشراب …والأهم عن مزاج الشيخ في النساء، الذي أفادته المعلومات بأنه يحب الشقراوات، و(مقرفة) نفسه من السمراوات، ..
وبأسلوب اللورد المهذب!، يلمح لزوجته بأن يكون بين المدعوات شقراوات بأشكال تناسب ذوق العربي في المرأة، وأن تراقبه عن بعد وترصد نظراته، واذا استقرت على واحدة تعجبه فما عليها سوى أن تقوم بتقديمها وتترك له الفرصة، فالعربي خبير بهذه الأمور، واشطر من إبليس في سرعة الإقناع ..إقناع النساء طبعا، فكيف اذا كانت فيه رائحة نفط أيضا!
وتجري أحداث المسرحية بين الويسكي الاسكتلندي المعتق، والسيكار الكوبي المعفر، والعطور الفرنسية التي تقدح زناد الغرائز…وشيخ البترول هو شيخ (القعدة)..وسلطان زمانه …يداعب هذه ويقرص تلك، ويغازل هذه، ويرفع الكأس لتلك من محترفات الغواية.
في المشهد الأخير ، تمسك زوجة اللورد بذراع زوجها وتسحبه جانبا لتختلي به وقد اختلطت على وجهها علامات الدهشة والحيرة، وهي تقول: جون ..هنالك مشكلة ، يرد عليها بسرعة:
أرجوك، لا أريد مشاكل هذه الليلة، ترد بانفعال تحاول السيطرة عليه :ليس قبل أن تسمعني، قولي، ماذا ؟ : هل تعرف من التي أعجبت الشيخ ؟ أجاب : بالتأكيد أكثر من شقراء ، قالت : أبدا ..أنا التي أعجبته! ..إنه يريدني أنا!! ، يفتح عينيه على سعتيهما مندهشا ويقول : أنت ؟! لابد أنه مجنون، يسكت للحظة .. وتتلاعب على وجهه انفعالات الدهشة والحيرة، ثم يقول لزوجته بكلمات تتعثر على شفتيه: حسنا حبيبتي.. (اغلقي عينيك وفكري في إنجلترا!)… ويسدل الستار على مصير شعوب تتجرع الخيبات وتعيش الويلات ..وتقتات فتات الأسياد .وتموت بلا عنوان …..
فمتى ننتفض بفكرنا و نفتح أعيننا ونفكر في النهوض بأوطاننا ؟! متى ؟!؟
ريم العلوي **الشارع العربي **