أشعر بالملل !
و أنا مستلق على سريري ، أنظر الى عقارب الساعة تدور ببطئ حول محورها ، يبدو أني أرى عقرب الثواني وهو يقفز من نقطة لأخرى وكأن قفزته تلك تستغرق دهراً.
و أني أسمع صدى تلك التكة وكأنها صدى صرخة ألم في بئر لا قاع له ، مظلم عميق لا يُرى لمعان الماء في قعره كبئر برهوت ، يسكنه الجان لا يجرؤ أحد على الإقتراب منه…
هو الملل بكل صفاته و تفاصليه ، ملل بات ملازم لنا ونلازمة بكل الأحاديث و المجالس؛ حتى الصغار الذين لا يفترض أن لا يشغل بالهم شاغل ، صرنا نسمع منهم هذه الكلمة ، أشعر بالملل !!
العامل في عمله ، الطالب في مؤسسته و المرأة في منزلها أو في مكان عملها ….
قسمات وجوه الجميع واجمة ، لا أحد راضٍ عن حياته تأفف في كل مكان ؛و لسان حال الجميع يقول :
أشعر بالملل !!
وكأن الملل بات موضة العصر ، كل شيء يظهر ، يكون له بريق ثم لا يلبث أن يخف بريقه و يندثر سريعًا .
إن الحياة بات طابعها الملل …
أخرج الى المتاجر و الحوانيت ، مئات الأصناف من الخبز ، ومثلها من الحلويات ، و آلاف العصائرو الأشربة .
تغص واجهات المحلات بآلاف التصاميم للألبسة والاحذية ، الحقائب و الهواتف ، وشوارع تكتظ بالسيارات …
و لكن ، وجوه يكسوها البؤس ، تشتري لتكدس ما تشتريه كسراً لروتين الحياة ، ومحاولات يائسة لهزيمة الملل.
إن كل هذا سببه الملل ،
الملل من الطعام و الشراب ، الملل من اللباس ، الملل من كل شيء ..
استغله البعض لترسيخ ثقافة التغيير ، اعتماداً على مللنا من كل شيء ، فما كان يبهرنا البارحة أضحى مملا اليوم .
حتى علاقتنا ، صراع وتخلي وهجر مرده الملل ، لو بحثنا في داخلنا عن السبب ، لوجدنا أن انعدام الرضا و غياب القناعة واتباع الأهواء هي السبب.
د :سليمان_عمر **الشارع العربي **