الشجرة المكان: والنهر الزمان
بمعزل عن الأيام ..
أمُّ الفيء تؤلّفُ الظّلال
وتقرأُ على الدّروبِ تفاحَ الأخيلة..
لا تحوّشُ الإمتنانَ، لتبقى يدُ الشّعرِ نظيفة!
تحكي لأفراسِ الصّدى
عن عقابيلِ العلوّ
وساديةِ الفصول..
تعبثُ بزهرها أطفالُ الرّيح
وحبستْ دَوريّاتُ المطرِ عصافيرها..
ولمْ تتنازلْ عن نحتِ حريّتها على خشبِ الزّمان!
أبلغتِ المدى ألّا ينامَ
فثمّةَ آتٍ عظيمٌ..
تحرسُ لأجلهِ براءةَ المكان!..
وانبجسَ ابن الغمام..
جاءَ يفردُ بكرةَ الماء
غزيرَ البلابلِ، ملحميّ الضّفاف
رقراقُ التّطلّعِ، ولهُ أكنافٌ من قصبٍ (نوّاسي)
لكنّه مفطورٌ على الذّهاب!
سلّمَ بامعانٍ..
انحنى حتّى الإرتواء، وجرفَ حوافَ الكلام
لثمَ قداسةَ الانتظار..
ولأنّهُ خاف أن يُهدرَ في منفى القصيدة..
غفلَ عن اللهِ البادي من بين الأغصان!
لم يرق له أنْ يؤوّلَ بناطورٍ للمجاز
فتكفَّ عن الخوضِ في محاسنهِ الغزلان!
تلفّعَ شبابَهُ، وشرّعَ مواويله..
وطاحَ حراً بين الوديان!
الاديبة:سعاد محمد**الشارع العربي**