“الخيانة “صنيعة الكذب”
الأدب يهزم الوقاحة،
والتواضع يهزم الغرور،
والإحترام يسبق الحب،
والصدق يمحق الكذب ،
والكذب يؤدي للخيانة ..
لم أجد تعريفٌ للخيانة يفيها قدرُها الوضيع
غير أنها مفهومٌ نفسي وأخلاقي ينطوي تحت عباءته ذلكَ التمردٌ على القيم السامية والنبيلة :
كالأمانة ؛ والثقة ؛ والإيثار .
ليست الخيانة إلَّا صنيعة الكذب…
الذي يتأقلمُ فيه المرء متدرجاً من الأكاذيب البيضاء الصغيرة التي لانكفُ عن تردّدِها طيلة الوقت،
حتى تزداد يوماً بعد يوم وتتراكم إلى ما هو أكبر، فتتحوّل هذه الأكاذيب البسيطة إلى أكثر خطورة حتى نجدُ أنفسنا على شواطئ الخيانة.
فالكذب سحرٌ يُتقنه الجميع ويعرفه لكنَّ البعضَ يتجنبه.
فهو كالرمل: يبدو ناعماً عندما نتمدد عليه، وثقيلاً عندما نحمله.
ولأنهم اعتنقوا الكذب ديناً هان عليهم أن يتهموا الصادقين بالإلحاد.
ولما استعمل الرواة الكذب، إستعملنا لهم التاريخ كحجاب .
فالخيانة والكذب لا يغسلهما دمعٌ ولا ندم والخيانة تُغفر ولا تُنسى.
فاحذر الخيانة كحذارك من الكذبِ ..
وإياك وكثرة الإعتذار،
فإن الكذبَ كثيراً ما يُخالط المعاذير..
ولا تكثر من التودُدِ ففنُ التوددِ هو الخداع.
ولا تُفْرط بثقتك بالآخرين دون معرفة, ..
فالمعرفة، ليست دائماَ هي التي تقود إلى السعادة،
بل على العكس،
فيقول:” ذو العقل يشقى في النعيم بعقله، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم .”
و أن في بعض الأحيان ما لا تعرفه، لن يؤذيك حتى تعرفه ….فكثير من المعرفة تقود إلى التعاسة.
حيث أن الأمور تتكشف لك أكثر مما ينبغي، وتتوسع مداركك أكثر مما ينبغي، وتفهم الأمور والنفوس بطريقة تجعل عقلك عاجزا عن الاستيعاب.
فالخيانة بكل أنواعها ،سواءٌ كانت:
للوطن،…
أو للحبيب..
أو الصديق،
فهي قبل وبعد كل شيء خيانة للضمير الذي يأبى أن يستنير.
فالخيانة تنشأ من الثقة وكلما كانت ثقتنا أكبر كان إيلامُنا منها أشدُ وأكبر .
ولمن يخون نقول : قبل أن تخون يجب أن تعلم جيدا أنَّ الزمن دوار، وكما تُدين تُدان، وطباخ السم متذوقه، فقبل أن تخطو على الخيانة إعلم جيداً :
أنَّ من يخونك؛ في طريقه إليك سواءً آجلاً أم عاجلاً وستنهش قلبك نفس النار التي آشعلت.
القاضي : حسين برهو حسين 🍃الشا ع العربي 🍃