الزمن لن يتوقف لك !!
عندما تخرج لهذه الدنيا تكون وحيدًا ..
تحيط بك أسرة وأهل ، يدعمونك نفسيًّا واجتماعيًّا ، ثم تبدأ بالاستقلال بنفسك ؛ لتؤسس حياة جديدة، تجد من يخفق له قلبك ترتبط به وتنجب ،
وتشكل أسرة جديدة ترتبط بها نفسيًّا .
عليك خلال رحلتك معهم أن تحسن علاقتك بهم ..
أن تسعد بصحبتهم وتستمع بها ، لأنهم سيبدأون يومًا بالمغادرة فردًا فردًا،..
سفر…
زواج..
، موت ..
أو فراق
كل هذا آت لا محالة ، مهما حاولت أن تؤخر بعضه أو تمنع بعضه الآخر إلا أنه حاصل.
ستعود بعدها وحيدًا مرة أخرى،
لكن الألم هنا أشد، في البداية كنت وحيدًا لديك آمال عريضة..
والآن الوضع مختلف ، تحولت الآمال الى آلام، فقدٌ ،
ندم على لحظات لم تعشها ، أو لم تحسن الاستفادة منها.
ستحزنك كلمة قلتها لإبنك فأحزنته بها ،
أو كلمة لشريك فأبكيته .
طلب رفضت تلبيته وأنت قادر لحبيب فأغضبته.
لذلك عِش أيامك قبل الفقد ، وكأن كل يوم هو أخر يوم لك في الحياة،…
كأن كل شهيق تأخذه لن يتلوه زفير، كل خفقة قلب لن تعاد.
لأنك عندما تفعل هذا لن تندم ، ستعرف أنك حاولت أن تجعل حياة من تحب سعيدة ، حاولت أن تقدم ما تستطيع لإسعاده وعندما تسعده ستُسعد أنت .
ليس هناك مبرر لوجود أي مشكلة في حياتك ، أبحث عن حل سريعًا لأن العمر لا ينتظر و الزمن لن يتوقف .
حتى تصل…
لذلك اذهب لنفسك اولاً حل مشاكلك مع ذاتك لأنها هي الأهم ، وعندما تستطيع ذلك ليس أنت فقط ، بل كل من حولك عندما يفعل ذلك ستجد أن المشاكل بينك وبين الآخرين تافهة، لا تستحق أن نهدر عمرنا بلا فائدة لأجلها .
حديث النفس و الإنصات للآخرين لن يزيد سوى تلك المشاكل، الوقت أثمن من أن نهدره في ذلك .
د: سليمان_عمر**الشارع العربي **