..مفهوم البر عند الآباء..
يعيش مجتمعنا حالة من التفكير القطبي المترسخ,,
مما يسيء للعلاقات الإجتماعية بشكل كبير .
فالحياة أسود أو أبيض ، واختفت ألوان الطيف من حياتنا ..
إستخدام الأسود والأبيض يجعل اللوحة قبيحة ذات بعدين فقط لا عمق فيها .
وكذلك حياتنا …
سعادة أو حزن ، إتفاق أو آختلاف ، سلام أو حرب …..
لا يوجد طيف لوني أوآحتمالات أخرى .,,,,
كل من بين الشهيق الأول والزفير الأخير , يمر بصحة ومرض ونشاط وخمول ويتدرج فيها ..
فكيف لو كان حياة أو موت ؟،
هل يعقل أن يكون البشر نمطين فقط ؟
نمطين بكل صفة .!!!
القضية الأهم داخل كل بيت ” البر “ أنت بارٌّ أو عاق ، نعم لا يوجد تدرج حتى في ذلك ،..
والمشكلة أن هذا المفهوم ترسخ في ذهنية الأبوين ، ونصبّ البعض منهم نفسه آلهة للأسف ..
وأصدر حكمه على إبنه ،( بيدي أن أدخلك الجنة أو النار )، وعلى أساس حكمه يتصرف .
في كثير من الأسر نقاش الأبوين محرم ، طبعًا من وضع التحريم هو القاضي والجلاد معًا ، هم الأبوين ، هما من يقرر متى تكون صَالِحًا ومتى تكون طالحًا.
لأنهم ببساطة يعتبرونك إمتدادًا لهما ، وجزء من ملكيتهم الخاصة.
وكل صاحب ملكية له حرية التصرف بملكيته ، فهو يبنيها أو يهدمها ،
يبيعها أو يتركها ، يزرعها أو يجعلها بورًا .
وهل تملك ” الملكية ” حرية التصرف أو القرار
التدمر الخفي
إجلس وآسمع حديثهم بغياب الأبوين لتعرف – إنما خوفًا ،…
ومما الخوف ، التلويح بالغضب الإلهي على يدهم ، حرمانهم من حقوقهم بعد مغادرة أبويهم للحياة ,,
طردهم ونبذهم ، وتحريض باقي القطيع المنصاع عليهم .
قد يعتبر البعض أن في الأمر مبالغة ، لكن الواقع يؤكد ذلك ، آلاف القصص سمعناها وعايشناها..
حرمان من إرث ، قطيعة تمتد عمرًا ، إجبارٌ على زواج – لحفظ الثروة –
وإلزامًا بالطلاق لأن الزوج أوالزوجة لم تستهوي أحد الأبوين ،
طردٌ من البيت لأن الإبن ” العبد ” لم يطع والده في أمر يخص العبد,,,,
ولا يعارض لا دين ولا مجتمع ,إنما يعارض رأي الحكيم ، نبذ ، ،،،،، آلاف القصص ، وعند أول نقاش قد يتطور الأمر …. (قلبي وربي بيغضبوا عليك ، انقلع من بيتي أنت مغضوب ، الله يغضب عليك ،،،،)
لقد وصل الأمر بالأبوين أن يظنوا أن الله الذي لا يُظلم عنده أحد ، ينتظر حكمهم في إبنهم لتنفيذه…
ويتحمل رجال الكهنوت الجزء الأكبر من هذه المشكلة حينما عززوا هذه الفرضية لدى الأبوين …
و فسروا الآيات التي تتناول البر وحدها بمعزل عن إفهام الأبوين ، الواجبات المترتبة عليهم قبل الحقوق .
د:سليمان -عمر **الشارع العربي **