رسالة بلا خاتمة !
مضت أيام لم أكتب بها رسالة لأحد ، وربما أتساءل لماذا أكتب ولمن أكتب .
هل أكتب عن الحب ؟. و أنا وحيد
هل أكتب عن الأمل ؟ و ربما أني أشعر بالإحباط واليأس ؟
أم أكتب عن السعادة و الفرح ؟. و الحزن يملأ قلبي .
حينما أصغي لمن حولي ، فأجد لسان حال الكثير يقول : إنني وجدت في الزمن الخطأ ..
لقد أعياني التفكير في واقعنا جميعاً ، ما الذي تسرب إلى نفوسنا ؟ بل كيف تسرب ومتى ؟.
هل هو يأسٌ ؟ أم هو رفض للواقع ؟
بعد تفكير طويل ، بعد رؤية الكثير و سماع الكثير ، شعرت أني قد وصلت إلى الجواب .
ربما كان الجواب يرضيني فقط ، و ربما الكثير لن يقبله او يعتقد أنه الصواب .
إنها الهزيمة ، نعم هي الهزيمة فقط ، لاننا مهزومين من الداخل.
إن إحساسنا بالهزيمة حنظل نلوكه ، و ظهورنا الهبت بالسياط فلم يعد بوسعنا إلا أن ننحني ، لقد قاومنا في البداية حتى أثخنت أجسادنا وقلوبنا و أوراحنا بالجراح.
إن ما أذاقتنا الحياة في الماضي مؤلم ، حتى انتفض منه قلب الحليم ، وأي حلم وصبر يستوعب تلك السياط ، يجلد الشجاع الهصور ، ويطبق على شفتيه إلى حين ، وقبل أن يموت تخونه قدرته فيطلق صرخة تزلزل أركان الحياة قبل أن يلفظ أنفاسه .
لقد عشنا سنوات وسنوات نشعر بالأمل و التفاؤل ، ونتجلد أمام سياط الحياة وغدرها ، وها نحن الآن نجلس في هدوء وذهول نطالع كيف تسلب منا الحياة .
رأينا الكثير من حولنا يتساقطون وهم يحاربون من أجل الحفاظ على أحلامهم التي سرقت منهم ، وتساقطوا أمامنا مضرجين بدمائهم.
باختصار … حينما يكون خصمك نفسك ، جارك ، أبن عمومتك تكون المعركة خاسرة ، هي خاسرة للجميع وجراحها أعمق وأشد ألما .
لكل رسالة خاتمة ، ولكن هذه الرسالة لا خاتمة لها لأن ما يعتمل في الصدور لا يمكن ان تحتويه السطور
د:سليمان_عمر**الشارع العربي **