نحن وأبناؤنا
حينما نلاحظ أن لدى اولادنا سلوكيات خاطئة ، او انفعالات مبالغ فيها ..
المفترض أن نراجع تصرفاتنا نحن وأسلوب تعاملنا مع أولادنا .
حينما ترتدي ملابسك وتهم بالخروج من المنزل ، تنظر في المرآة لتتأكد إن كان كل شيء على ما يرام .
مؤكد أنك إن وجدت شعرك غير مهندم أو ياقة قميصك غير مرتبة ، لن تمد يدك إلى المرآة لتصلحها..
إنما ستعيد ترتيب شعرك وثيابك أنت وليس انعكاس صورتك على المرآة.
إن أولادنا هم انعكاس صورتنا ، أخلاقنا ، تصرفاتنا وانفعالاتنا .
إننا حينما نلقي اللوم ، نراقب ونحاول فرض سيطرتنا على أولادنا فإننا نخلق شخصية مهزوزة مريضة هشة.
وأرضية خصبة لشخصية مريضة نفسياً تمتاز بالنفاق ومؤهبة للإنحراف .
وكذلك حينما نفرط في فرض حمايتنا ، وخوفنا الغير مبرر على أولادنا ؛ فإننا ننتج شخصًا اتكالي ، مصاب برهاب المجتمع ، يظن كل صيحة عدو ، مؤهب للإستغلال من الآخرين.
هل يعتقد أحدنا او فكر أنه بعد غيابه ، فإنه يترك طفلاً صغيرا في جسد بالغ ، يبحث عن الحماية؟!
حينما نترك أولادنا دون ان نشجعهم ، نكافئهم ونسمعهم عبارات التشجيع , فإننا ننتج عضوا كسولًا في المجتمع .
لا يملك أي حافز للنجاح والعمل والدراسة .
وحين نقسو عليه ، نضربه ونؤنبه ونهدده على كل هفوة أو غلطة ، فإننا نرفد المجتمع بشخص يمتلئ قلبه بالحقد
والكراهية مترعًا بالرغبة بالإنتقام .
والعكس حين نتراخى في تربيته، وحين نعطيه كل شيء لنسكته فإننا نخلق شخص غير مبال ، نرجسي أناني.
إن الإفراط في الحوار ، وكثرة محاولة الإقناع ، وكثرة النصائح في محاولة إصلاحه ، سيفقد النصائح جدواها وينتج شخص متنمرًا ، لا يبالي بالنصائح وسيتمرد لاحقًا على كل من حوله .
وحين يتذبذب الأهل بين كل هذه الأساليب فإن الجيل سيكون متناقض ، قلق لا يميز الخطأ من الصواب .
بمعنى أن تصرفات أولادنا انعكاس لنا ، هم مرآتنا في هذه الحياة .
حين نفشل في تربيتهم ، لابد لنا من دورة تدريبية عند من يروض الوحوش ، فتلك الكائنات البرية الوحشية تقفز باشارة .. وتجلس بإشارة و تتدحرج على الأرض بإشارة من مروضها…
د: سليمان_عمر**الشارع العربي **