رياض فكر
“مركب ثلاثي السام: عوامله وتأثيره على المشاعر
إذا حللنا بعض مواقف الحياة التي نتعرض لها أو نقوم بها .
سنجد أنها تتألف من عناصر متكررة ومتلازمة ومتشابكة .
وهي ما تشكل الإحتيال العاطفي.
الذي نجد أنه يتكون من مركب ثلاثي سام عناصره متشابكة هي:
الإنكار
والتضليل
واللوم
وتلازم هذه العوامل يولد المشاعر الضارة :
القلق ، الغضب ، الخوف والألم , اللوم
حينما ينكر الإنسان؛ ثم يضلل ثم تخرج الأمور عن السيطرة ، ليدافع الشخص عن نفسه ويحمي ذاته لابد له من اللوم ، تحميل المسؤولية للآخر .
هذا المكون شديد الضخامة ، فبعد أن يخلق الإنكار والتضليل موقفًا واهيًا ، يظهر اللوم على الساحة .
تخيل نفسك في موقف تنكره ، وتضلل الآخر.
وحين يكتشف أمرك ستسارع لتحميل الآخر سبب ذلك سوف تلقي اللوم على عاتقه .
أسلوب طالما استخدمناه أطفالا .
أن تجد طفل إكتشف أمر تعمد فعله ؛ لم يجد أحد يلومه ويحمله مسؤولية فعلته .
ستجد المذنب هو الأعلى صياحًا : أنا لم أفعل ذلك ، أنا لم ارتكب خطأ ، لم تكن فكرتي ، لقد أجبرت على فعل ذلك ….
ألا تجد أن هذه الكلمات كثيرًا ما سمعتها .
اللوم مناورة يحتم القيام بها ما بدأ به المذنب .
الإنكار والتضليل :
هو محاولة للهروب من النعت بالسوء ،والأنانية
فحين يهمل الأهل صحة أبنائهم ، ويقعون في المرض يحاول الإبن وبسبب حبه لأهله لا يستطيع أن يفرق بين أن حبهما لا يتعارض مع تحميلهم مسؤولية إهمالهم ،
فهنا المسؤولية لا تعني اللوم إنما المسائلة .
المسؤولية هي تفسير أن هناك إهمال وقع ، أو فعل توجب فعله .
اللوم هو ربط الخطأ بعيب في المهمل .
حينما ندمج اللوم بتحميل المسؤولية فإننا نهدم علاقاتنا خاصة مع الحلقة الإجتماعية الضيقة المحيطة بنا .
فحين يسقط الطفل كوب الماء ، هو فقط سقوط كوب ماء ،إما أن نقرنه بالغباء والتهور فهو تدمير لشخصيته
إن الطفل أو حتى البالغ؛ حينما نتعامل مع ما يرتكبه من أخطاء عرضية بشكل بسيط دون آستنكار وإدانة أو لوم ؛ فإننا نعوده أن لا يلجأ للثلاثي السام .
لا ندفعه للإنكار والتضليل وإلقاء تبعة خطئه على غيره نمنعه من هدم علاقاته….
د:سليمان عمر **الشارع العربي**