طفولتي والعيد
أذكر حين كنت طفلة صغيرة أني كنت لاأنام بسهولة قبل العيد كانت الفرحة تسرق من جفوني النعاس…
تأخذ بيدي لأرسم الفرح كنت أرتب ملابسي الجديدة فوق وسادتي ليلة العيد ..
أنتظر شروق الصباح وتكبيرات المصلين في المسجد القريب من منزلنا..
كنت وقتها لاأفهم معنى الحياة ..
كانت عندي المشاعر فقط ضحكات أوبكاء كنت أحس أن الكون كبير امتداده ينتهي عند تلك التلال حيث الشمس تختفي لتغفو وتنام كان الكون واسعاً بالنسبة لي يشبه قلب والدي…
كان العيد لدي يبدأ بدخول والدي بعد صلاة العيد حينها أعايده وأقبل يداه ومن ثم أعايد أمي وإخوتي ..
كنا نعيش ببساطة لايوجد فيها تصنع كنت أنام يوم العيد متعبة وقد أنهكني الفرح واللعب!!
أما الآن فليلة العيد لاأستيطيع النوم لكن ليس من الفرح إنما حزنا يمزق فؤادي حنينا وشوقا !!
تبتل وسادتي بدموع ألهبتها ذكريات الماضي، فأقبع في وحدة اليأس الدامي ..!! أفتش بين الماضي عن كل ماهوجميل يؤنس روحي لحين شروق الشمس لربما رجعت بي السنين وعدت لزمان رحل سرق مني كل عزيز..
وأسرني في كون ضيق إتساعه كبير يجبرنا أن نحيا غرباء في زمن بخيل حدوده الأرض والسماء وأناسه تفرقوا في دنيا فانية وجنان الخلود ..
تفرقنا صرنا كالنجوم كل واحد صارت لديه حياته
البيت الذي كان يؤوينا صار فارغاً تبكي جدرانه صدى أصوات الراحلين وتحن أبوابه لطرق الزائرين !!
هكذا هي الحياة.. تحكم علينا بالغربة تلبسنا أكفان من رحلوا، وتأسرنا بتوابيت مصنوعة من جليد
ليتني أفيق هذا العيد لأجد نفسي بين أهلي والأحباب لكني أحلم بشئ مستحيل هل سمعتم يوماً أن من مات عاد للحياة من جديد…؟
هكذا هي الحياة تبدلت أحلامي صار مطلبي أن أزور قبر والدي صباح العيد.. وأفرغ فوق حبات التراب التي يرقد فيها جثمانه كل أوجاعي وأذرف دموعي بجواره لعل فؤادي يهدأ ويستريح…