قصص من الواقع

وفاء عاشقين

جاؤوا للقاضي خالد القسري بشاب وُجِد بدار قوم ..اتهمه  أصحاب الدار  بالسرقة.

واعترف الشاب  بذنب السرقة وحكم عليه بقطع اليد وتم الأمر بتنفيذ القطع .

وقبيل التنفيذ : دخلت فتاة حسناء
فقالت  :
أخالد قد أوطأ بنا والله عشرة ….وما العاشق المسكين فينا بسارق .
أقر بما لم يجنه غير أنه ….رأى القطع أولى من فضيحة عاشق.

لما سمع القاضي أبياتها أوقف التنفيذ وأمر بإحضار أبيها وزوجها بموافقته من الغلام ,وأمهرها عنه بعشرة آلاف درهم .

هنا الحب العذري كما يقال , وهنا تلاقي القلوب الصافية والأنفس الطاهرة والهوى القتال .
الذي يذكرني بقول عنتر وهو يخاطب عبلى .
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني …وبيض الهند تقطر من دم
فوددت تقبيل السيوف لأنها …لمعت كبارق ثغرك المتبسم.
كنت أقول أن عنتر يبالغ في شعره لكني بعد مشاهدة تلك اللوحة من الفتاة قلت:
عنتر محق وصادق فيما يجيش بمشاعره…

**وفاء الفتى جعله يفضل قطع يده على فضيحة الحبيبة,لكن الحبيبة فضلت الموت على قطع يد الحبيب .

خاصةوأن كشف حقيقة الأمر في الغالب يؤدي لقتل الفتاة في مجتمعاتنا وعلى الأخص في القدم وحتى هذه الأيام

وقد مر معي في القضاء مثل موقف الفتى ويؤثر السجن بالسرقة على كشف الحقيقة..لكن لم يمر علي مغامرة فتاة

وإقدامها على ذلك .

لقد سجلت النساء على الرجال درجة في هذه القصة ولاغرابة لأنها الدفء والحنان والسكينة .
واللفتة الثانية موقف القاضي الذي أوقف الحد ودفع المهر يبدوا أنه كان يوما من العاشقين فصار بهم رحيم .

أ:علي علايا #الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى