جارتي العجوز
جارتني الأنجليزية العجوز التى تقطن بجانب مكتبي المختص في الطب النفسي ! سألتني وهي حزينة أن كلبها ، exter. البالغ من العمر 10 سنوات يعاني من اكتئاب ،وهي غير سعيدة من رأي الطبيب البيطري بوصف حالته ، وتود رأي الطب النفساني في هذا الشأن !
قلت :
أن المستر exter ، شفاه الرب ، يعاني من الشيخوخة فهو كما تعلمين من النوع الذي يعيش حتى 12سنة بعدها يغادر دار الدنيا . وهو الآن في مرحلة متقدمه من العمر وهذا ما يعرض جهازه العصبي إلى الخمول والتعب . فينحو الى الوحدة وتقل شهيتة للطعام والحركة ، والنباح !
إن رحيله أصبح قريبا ومحتوم ، لا تفاجئين كي يسهل عليك فقدانه، وإلا أصبت باكتئاب حاد قد تلحقين به ،..
لم يرق لها الجواب فغادرت غاضبة وهي تردد : أنتم المسلمون لا تحبون الكلاب !
أتذكر وأنا اعمل في دارفور غرب السودان وكان حاكم المنطقة في حينه #الفاتح_محمد_الوسيلة والتى شهدت ولا تزال حرب أهلية مدمرة وحزينة راح ضحيتها مئات الآلاف .
جائني ذات يوم فلاح ومعه كلبه المصاب بكسر في ساقة وجرح بليغ وطلب إسعافه . تم علاجه بما في ذلك ، وقدمت لصاحبه بعضا من اللحوم المجمدة ، ليساعده على استعادة قوتة وبعدها بشهر، تعافى ..
ذاع صيتي في البلدة أني أيضا طبيب حيوانات “بيطري” فكنت استقبل بين الحين والحين بعض المزارعين وحيواناتهم المريضة من ماعز وأغنام وابقار مستعينا بطبيب بيطري لإرشادي كوني طبيب نفسي وليس بيطري ..
علم حاكم دارفور بما قدمته لكلب الفلاح !قبل عامين دعاني للعشاء صديق سوداني مقيم في لندن ، قدمني الصديق بألقاب ومناصب للضيوف وكان بينهم ” حاكم دارفور الأسبق السيد #الوسيلة الذي رد مبتسمًا أعرفه أنه : ” طبيب الكلاب في دارفور ” .
أسعدني إضافة هذا اللقب لمجموع الألقاب التي أحملها ، فقد خسرت قيمتها مع الزمن ..
**وكما يقول المثل الأنجليزي :**كلب حي خير من أسد ميت **!
د:رضوان ببك موسى #الشارع_العربي