سكرات الموت
يروي الشاب قصته بنفسه فيقول:
كنا 5 من الشباب وصلنا الصباح و نصبنا خيمتنا على شاطئ البحر وكالعادة ذبحنا الذبيحة ووو….. الخ
أنا بصراحة وأعوذ بالله كنت الوحيد بينهم ما أصلي نهائيا يعني وقتها كان عمري 21 ولا أركعها
مع أن أبوي إمام مسجد و كنت أطيعه في كل شي يقوله ويأمربه إلا الصلاة وفي حياتي ماسمعته ولله الحمد يدعي على ماكان يقوله الله يهديك ويصلحك بس وكان يقومني للصلاة أروح اخذ فره بالسيارة وارجع بعد ما يخلصون
لأنه هو أول واحد يدخل المسجد وأخر واحد يطلع منه
عشان كذا مراح يتفقدني
يعني كنت متعنت لدرجة مو طبيعية,,,,المهم بعد ما تغدينا جهزوا الشباب عدتهم يبغون ينزلون البحر يروحون رحلة غوص
وطبعا كان لازم واحد يجلس في الخيمة جلست أنا لأني موقد كذا في الغوص
جلست لوحدي في الخيمة وكان جنبنا شباب أذن واحد منهم وطلعت برى شفتهم يتجهزون للصلاة قلت تجنبا للإحراج خلني أنزل للبحر آخذ لي شوط سباحة,,المهم لبست ونزلت للبحر .. مشيت مشيت الين جيت في منطقة حلوة للسباحة موعميقة مرة ولا قريبة.
سبحت وسبحت وسبحت ومنطقة الشعيبة معروفة بالأجراف والدوامات
تعرفون الأجراف والدوامات أكيد,, المهم تعبت شوي وقلت خلني أنام على ظهري واسترخي بجسمي على أساس أريح شوي وارجع
سويت الحركة و جلست أطفو شوي وفجأة حسيت كأن واحد سحبني لتحت ونزلت تحت لعمق الماء
حاولت أوقف على أرض البحر وأدف نفسي فوق على بالي إن المسافة مترين تقريبا
اثاريني وأنا أسبح بعدت ونزلت في جرف ودوامة وأنا ما ادري وطبيت في منطقة عمقها 5 أمتار تقريبا
حاولت اطلع حاولت وحاولت ماقدرت حسيت كأن فيه شخص فوقي وماسكني مع راسي ويدفني لتحت احاول بكل الطرق اللي تعلمتها في النادي ماقدرت اطلع كنت في حالة ياشباب لا احسد عليها وكنت متلخبط واخبص واضرب في الموية حسيت أني ولاشي,
حسيت وقتها إني اضعف من ذبابة من منكم في يوم حس انه عاجز عن نفسه؟ بدأ النفَس يضيع مني وبديت احس بالدم يحتقن في راسي بالعربي بدأت احس بالموووووت,, بديت أتذكر أبوي وأمي وإخواني وأقاربي وأصحابي وعيال الحارة والعامل في البقالة وكـــــل شخص مر علي بحياتي تذكرت كل شيء سويته وكلها في ثواني معدوودة,, وبعدها تذكرت نفسي,,,!!!
بديت اسأل نفسي: صليت؟لا, صمت؟لا, حجيت؟لا, تصدقت؟لالالالالالا لا
أنت في طريقك لربك خلاص مفارق لدنياك مفارق لأصحابك كيف تقابل ربك؟
وفجأة سمعت صوت أبوي وهو يناديني باسمي ويقول قوم صلي
تكرر الصوت بأذني ثلاث مرات بعدها سمعت صوته وهو يأذن
حسيت إنه قريب بيجي يطلعني صرت أنادي عليه وأصيح
باسمه والموية تدخل في فمي
أصيح وأصيح مامن مجيب..
حسيت بملوحة الموية في أعماق جسمي وبدأ النفس يتقطع,,
وحسيت إنها سكرات الموت
أيقنت بالهلاك,,حاولت انطق بالشهادة.. نطقت أشهـ….. أشهـ…..
ولا اقدر أكملها كأن فيه يد قابضة على حلقي تمنعني من نطقها حسيت أن روحي خلاص بتطلع,,
وتوقفت عن الحركة,,
وهذا آخر شي كنت أتذكره,,
صحيت في الخيمة ورأيت عند راسي جندي من خفر السواحل والشباب اللي جنبنا,,
أول ما صحيت قالي الجندي حمدا لله على السلامة ومشي
سألت اللي عندي قلت منهو ذا؟ ومتى جاء؟ وكيف؟ قالوا ما ندري
جانا فجأة وطلعك وزي ما تشوف مشي فجأة!!
سألتهم قلت شفتوني وانا في الموية قالوا مع إننا كنا على الشاطي لكن قسم بالله ماشفناك
ما درينا عنك الايوم جاء جندي خفر السواحل وطلعك من البحر,,
مع العلم إن مركز خفر السواحل يبعد عن خيمتنا تقريبا حوالي 20 كيلو متر طريق بري
يعني يحتاج تقريبا ثلث ساعة عشان يوصل لنا إذا جاه بلاغ….
وحادث الغرق صار في دقائق معدودة واللي جنبنا وهم اقرب ناس مني وقتها يحلفون انهم ما شافوني كيف شافني الجندي وجاني؟؟؟وربي اللي خلقني ليومكم ذا ما أعرف كيف وصل لي..!!
ودق جوالي اللي تركته مع أغراضي ورديت إلا هو أبوي… وبدت الأمور تتلخبط عندي بدا التشويش قبل شوي سمعت صوته والحين يتصل؟؟
رديت عليه سألني كيفك وإش أخبارك قالي أنت بخير وكررها كذا مرة طبعا ما اريد أعلمه عشان مايقلق بس كنت مصدوم سايست الأمور وقفلت..
قفلت وقمت صليت ركعتين في حياتي ماصليت مثلها
ركعتين جلست أصليهم في نص ساعة ركعتين صليتها من قلب صادق وبكيت فيهما الين انبح صوتي
في نفس اليوم يوم رجعوا الشباب ورجعت للبيت
اول مارجعت كان أبوي موجود
اول ما فتحت الباب إلا وهو في وجهي قال تعال ابيك
جيت معاه قال أمنتك وسألتك بالله وش صار معاك اليوم العصر؟؟
تفاجأت واندهشت وارتبكت ما قدرت اتكلم…
حسيت كأن عنده خبر!!
كرر السؤال مرتين…
المهم حكيت له ما حدث
قالي والله إني سامعك تناديني وانا ساجد السجود الثاني في آخر ركعة وكأنك في مصيبة
تناديني واحس قلبي يبي يتقطع وانا اسمع صوتك وسجدت فدعيت لك كعادتي بس هذه المرة قلت ربي استودعك ولدي جسده وقلبه وإيمانه فاحفظه ولاتريني فيه مكروها يبكيني فاختنقت وقتها وحضنته وبكيت ..