ماتت بين ذراعي
قصتي حدثت معي شخصياً قبل 18 سنة من الآن ،
دارت احداثها في قرية نائية من قرى اليمن التعيس للأسف
كنا عبارة عن عائلة سعيدة تتكون من 3 أخوة وأختين ،
اختي الصغيرة آخر العنقود أسماء كانت شديدة التعلق بي وأنا كذالك ولا نكاد نفارق بعضنا ،كان عمرها خمس سنوات،
يوم من الأيام وفجأة وبدون سابق إنذار صحت الصباح وهي تتألم من بطنها اعطتها امي بعض الأعشاب الطبية كوننا بمنطقة نائية لا تتواجد في منطقتنا عيادة او طبيب وحتى لا تتواجد طريق لعبور السيارات ،مر الوقت وهي تتألم أكثر وأكثر وأمي تنتحب بجانبها وأنا ابكي بحرقة على حالتها وعلى قلة حيلتنا ،
بعد أن صلينا الضهر أقترحت على أمي أن أذهب بها الى قرية أخرى يقال فيها طبيب من اجل يعاين حالتها ويصرف لها علاج ،
امي قالت كيف تذهب بها لوحدك وهذه المسافة ليست ب قريبة كانت تبعد عنا القرية حوالي عشرة كيلومترات قلت لها سأخذ ابن عمي يرافقني كنت انا وقتها بعمر 12 سنة وابن عمي في ال 10 ،
حملتها على حضني وذهبت غير آبه بحرارة الشمس في وقت الضهيرة وغير آبه ببعد المسافة وغير آبه بثقل الحمل على كتفي وكل هذا لكي أنقذ أختي ونور عيني من ما ألم بها ،
بينما نحن في منتصف الطريق في وسط أحد الأودية حيث لا بشر ولا أثر للحياة هناك ،
بينما وهي تإن من ألمها بدأت تنادي بإسمي وتزداد ألم وبدأت تستفرغ وقتها توقفت وجلسنا تحت ضل شجرة وقتها بدأت بالإحتضار ولكم أن تتخيلوا طفل في ال 12 من عمره يشهد عملية احتضار أخته التي أحبها كما لم يحب شيئا آخر وبدأت روحها تنتزع منها وأعينها تتقلب أمام ناضري وقتها أيقنت أنها النهاية وسكتت أسماء إلى الأبد وفاضت روحها الى باريها قعدت اصيح وأبكي في ذاك الوادي وأنادي بإسمها أسماااء لا تموتي أرجوووك، وكنت أبكي بحرقة لا يعلمها الا الله ورجعت من الطريق الى قريتنا وانا احمل جثة أختي بين ذراعي ودخلت القرية وأمي تنظر ألي من بعيد وعرفت بأن رجعتي بهذه السرعة ليست علامة خير وأن شيئاً سيئاً حل بفلذة كبدها ،
رحمة الله عليك يا أختي أسماء يا من أوجعني رحيلك وترك فيني غصة لم أتعافا منها الى يومنا هذا ،
وجمعني بك في جنات الخلد إنه على كل شيء قدير.
عبد الغني اليمني #الشارع_العربي