توأم روحي
أخي الصغير فادي .. أجمل #هدية من الله في أبي وأمي ..
ربي زرع في قلبي حبا له لا يوصف .
أشعر انه ابني وصاحبي …
قال لي أبي: أنا كبرت في السن وتعبت .. فادي ابنك ربيه انت ؟؟
وانا حملته وهو طوله شبرين ..
امي قالت لي : بكره يكبر ويلبس لبسك ..
قلت لها إزاي مش معقول ..؟الفرق بيني وبينه عشر سنوات . قالت لي: بكره تشوف .
علمته المشي .. وفرحت بأول خطواته .. وأول كلماته .. علمته ركوب العجله بدون سندات .. وعلمته ركوب الخيل
والسياقة وهو بعمر سبع سنوات.. مقابل تفوقه في الدراسة..و فعلا كان من الأوائل دائما وبأقل مجهود ..
كنت ولي أمره عندما تحدث له مشكلة في المدرسة أكون بجانبه في حل مشكلنه ..
لا أنسى تلك الليلة الباردة التي تسلل فيها إلى حضني ..وكأنه وقتها دخل قلبي وتربع فيه بحبه
.. من حبي له وتعلقي به كان بيننا توارد أفكار أشعر بأنه متضايق و عنده مشكله وكأني أسمع صوته وهو بعيد عني
وهو كذلك كان متعلق بي جدا وكان مسميني دودو ..
مرت السنين بسرعه….
وكبر فادي وبدأ يكون له عالمه الخاص واسراره .. وطبيعي أنه سيبتعد عني
تحسرت لذلك الإبتعاد ..وتألمت جدا..لكن حاولت أن أقنع نفسي أن هذا شيء طبيعي ..
وأن فادي الصغير سيكبر وسيستقل عني ..لكن كنت أتمنى لو يظل ذاك الطفل الصغير الذي كنت أحمله على كتفي وأغمره بفرحتي به …
كنا نعيش في الخليج وفجأه قرر أبي أن تسافر أمي وإخواتي لبلدنا مصر ليكملوا دراستهم وأظل أنا في الخليج
مع أبي حتى أتمم دراستي الثانوية..
وبعد عني فادي….وكأن روحي انتزعت مني …وأن موت بطيء تملكني
لم تكن وسائل الإتصال كما الآن سهلة نتواصل فيها مع من نحب في لمحة بصر. كانت فقط الرسائل والشرائط الصوتية
** الكاست**
بعد سنه نزلت إلى بلدي مصر والمفاجأة أنني وجدت فادي قد تغير تماما .. طريقة لباسه وطريقة حديثه.
أسلوبه معي تغير لدرحة أنه مرة في نقاش معه دفعني حتى سقطن على السلالم ما تسبب لي في آلام ..لكن وأنا في شدة ألمي كنت فرحان بشخصيته القوية وإن كنت أنا ضحية فيها ….
انشغلت عنه مرة أخرى بدراستي الجامعية ..التي كانت في محافظة أخرى ..لكن كان يحتل جانب من تفكيري بخوفي عليه من كل شيء.. …
جائني عقد عمل في الخليج . حوالي شهر وأنا أتجهز للسفر .. وفادي لا يتحدث معي
.. صامت ..ومنزوي .. قلت معقول أن قلبه قد تجمد من ناحيتي لهاته الدرجة ؟ ..
وجاء يوم سفري وودعت أهلي وأصحابي كلهم إلا فادي .. ما زال صامتا لا يتكلم ..
ادخل غرفته يتركني ويتجه للصالون ….
اروح وراه يطلع السطح .. يا ابني كلها ساعه وحمشي عايز اطمن عليك واقعد معاك شويه …
انكسر قلبي على معاملته الغريبه لي .. وفجأة وأنا أودع أسرتيبباب المنزل متجها الى المطار إذا بفادي يحضني حضن
غريب جدا انفجر فيه بالبكاء لدرجة هيستيرية جعلني أفكر فيها بالعدول عن السفر نهائيا من شدة خوفي عليه أن ينهار ..ونحن كذلك فإذا به يقول لي :
** انا بحبك قوي حتوحشني قوي انا ماليش حد غيرك .**
سمعت جملته فقلت له : خلاص مش مسافر عشانك يا فادي ..
قالى : لأ إنت تعبت كتير ودفعت فلوس كتير ما تضيعش الفرصه دي … وحستناك تبعتلي واجيلك
بعد سفري أخبرتني أمي أنه تعب جدا بعد سفري …
سنه بعد سنه أنهى فادي دراسته الجامعية .. وبدأ حياته العمليه .. والحمد لله ربنا كرمني وجاء فادي ليعيش معي في الغربة .. وعاد الضحك والشقاوه بتاع زمان .. وعشنا سعادة لا توصف مع بعض .. وفعلا بدأ يلبس هدومي زي ما قالت أمي
وأصبح هو من يقف بجانبي في أي مشكله ويحلها لي وكأنه هو أخي الأكبر وأنا أخوه الأصغر ..
لكن جرت الرياح بالقدر وأصيب أخي بمرض السرطان مما جعلني أعيش هستريا الحزن والألم والخوف والمسؤولية ..
لاسيما عندما كنت أرى أثر ذاك المرض على أخي ….كم كانت تلك الأيام جد قاسية ,كنت لا أنام فيها وأتضرع إلى الله رجاءا في رحمته بأن يشفي#توأم_روحي لأنني لن أقوى على فراقه ..كانت رحمة ربي أوسع مما أظن وشفى ربي أخي برحمته وانزاحت بفضل الله ورحمته تلك السحابة المظلمة التي خيمت على حياتي في الغربة مع مرض أخي …
#العبرة من قصتي أن : الأسرة بنيان مرصوص إذا تزلزل ركن من أركانه تداعى لزلزلته كل أركانه ….
ربي يحفظ كل حبيب حبيبه
محمد جلال #الشارع_العربي