وقائع

الخذلان

إكتشفت عندما تشاجرت مع زوجتي للمرة الأولى انها تخاف من والديها كثيراً، فقد أخبرتها أنني سأحدث أبيها بالأمر ولا أريدها في هذا المنزل، حينها تكورت على السرير خائفة مرتجفة وبدأت بالبكاء وطلبت مني ألا أخبره، رغم علمي أنني انا من بدأ المشكلة، فسألتها :

– “هل حقاً تخافين من والدك إلى هذا الحد؟” ووسط شهقاتها أجابت :

– ” أنا لست خائفة من والدي فحسب.. أخاف من الجميع”.

إكتفت بهذه الجملة وتركتني في حيرة مما حدث..

تكرر الأمر مرات عديدة في كل مرة أقول لها أنني سآخذها إلى منزل والديها تتحول من إمرأة عنيدة إلى طفلة صغيرة باكية..

في المرة الأخيرة بعد شجار، أخذتها إلى منزل والديها وسط رجائها بعدم فعل ذلك وليتني لم أفعل، تفاجئت بردة فعلهم لم يقولوا لها شيئاً لم يصرخوا في وجهها أو يعاتبوها، ورغم ذلك كانت زوجتي تضع رأسها أرضاً ولم تنظر إلى أحد أبداً..في الاخير عرفت لماذا كانت خائفة، هي كانت قد راهنت بحبي لها أمام الجميع وباني الرجل المناسب الذي يحتويها ويدللها و بمنحها الأمان والطمأنينة، هي كانت فقط لا تريد أن يعلم أحدهم بأنني قد خذلتها.

#العبرة:
الخذلان هو أصعب صفعة نتلقاها ممن وثقنا بهم وأحببناهم بشدة ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى