السلطان الذي رفضت شهادته
جاء في كتاب #حديقة_السلاطين – للمؤرخ التركي #عثمان_نزار
عن موقف الملا شمس الدين الفناري من السلطان بايزيد الأول، الملقب بـ”الصاعقة”.
هو شمس الدين محمد بن حمزة بن محمد الفناري، أحد علماء وقضاة الدولة العثمانية المعروفين، وقال عنه الإمام “ابن حجر” إنه “كان عَارِفًا بالعلوم الْعَرَبيَّة وَعلمِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَعلم القراءات”.
تولى قضاء بورصة، وارتفع قدره عند السلطان العثماني، وصار في مرتبة الوزير، واشتهر ذكره وشاع فضله، وكان حسن السمعة.
وأما السلطا #بايزيد الأول أو “الصاعقة”، فهو من أشهر سلاطين الدولة العثمانية، وصاحب فتوحات وانتصارات عظيمة على الصليبيين، .
لنا أن نتخيل سلطانا بهذا الحجم، دخل يوما على القاضي شمس الدين الفناري للإدلاء بشهادة في قضية ما، ووقف أمامه كأي شخص عادي، فنظر إليه القاضي الفناري ثم قال:
“إن شهادتك لا يمكن قبولها، لأنك لا تؤدي صلواتك جماعة، والشخص الذي لا يؤدي صلاته في جماعة دون عذر شرعي
يمكن أن يكذب في شهادته”.
وللقارئ أن يطلق لخياله العنان ويقرأ على وجوه الحاضرين أثر تلك الكلمات، فضلا عن أثرها على نفس السلطان ذاته، وهو صاحب الإنتصارات العظيمة على أوروبا، وربما تصور الحضور أن السلطان سيقطع رأس القاضي لا ريب، ردًا على ما يعتبرونها إهانة كبيرة.
لكن السلطان استدار بهدوء، وغادر مجلس القضاء من دون أن يفتح شفتيه بكلمة اعتراض، أو تصدر عنه أي إساءة للقاضي الجريء، بل أمر في اليوم نفسه ببناء جامع ملاصق لقصره ليؤدي فيه صلاة الجماعة.
يقول الكاتب العراقي #أورخان_غازي:
“عندما كان المسلمون يملكون أمثال هؤلاء العلماء ملكوا أمثال هؤلاء السلاطين”وهذا التناسب الطردي مُشَاهد بقوة في التاريخ العثماني.
#وقائع_الشارع_العربي