وقائع

تضحية وإهمال

#من فترة كان مستحيل أعمل أكلة تخصني لوحدي أنا بس في البيت اللي بحبها، أصل هقف وأتعب وفي الآخر أنا بس اللي هاكلها..

لحد مافي يوم بنتي ماكانتش خلصت أكلها وجابتلي الطبق قالتلى : خدي كمليه مش قادرة أخلصه.

بقولها: بس انتي اللي قلتي عايزاه!

قالتلي: آه، كنت فاكره هخلصه، بس مقدرتش، وعاملة حسابي إنك هتاكلي ال الليفت أوڤر( البواقي يعني)

بسألها: طب انتي متديش البواقي لبابا ليه؟

لقيتها بتقولي: عشان الليفت أوڤر للأم بس!

الصراحة كلامها ضايقني و خبط في موقف كان حصل مع صديقة ليا، راجعة بولادها من النادي وركنت قدام السوبر ماركت

قالتلهم : انزلو هاتولنا كلنا أيس كريم
نزلوا ورجعو جايبين ليهم كلهم وبيدوها الفلوس الباقية!

بتسألهم: طب فين بتاعي؟

راحت بنتها سألتها: هو انتي عايزة انتي كمان؟

قالتلها: اه انزلي اشتريلي.

وقتها كان الايس كريم ب ١٠ جنيه البنت نزلت ورجعت جايبالها علبة صغيرة مش شبه الأيس كريم بتاعهم

فصديقتي بتسأل: هو ده بكام؟

البنت قالتلها : بتاعك ب ٣ جنيه.

صديقتي : طب ليه ماجبتوليش زيكم؟

قالتلها: معرفش انك عايزة زينا، انت علي طول بتنقي لنفسك أصغر حاجة.

الموقفين خلوني أقف أفكر : ليه احنا الستات في مجتمعنا بنستخسر في نفسنا!

ليه دايمًا حاطين نفسنا في المرتبة العاشرة بعد العيال والبيت والزوج!

المشكلة ان احنا فاكرين ان ده واجبنا ومفروض علينا، وإلا يتقال علينا أنانيين مع أنه بالعكس ..

انا لما بطلت آكل بواقي العيال وعلمتهم أن بواقي الأكل بتروح للعصافير مش لماما،..

وبقيت انا كمان اجيب لنفسي لبس العيد زيي زيهم، لما مش بشيل كوباية شربوا فيها ورموها واستناهم هما يشيلوها..

ولادي بقو يقدروني ويدلعوني ويحترموني أكتر لما بقيت بعد ما أعمل أكل ..و اقول عندي وقت خاص بيا بقي بقعد أقرا فيه اتفرج على التلفزيون بقي وقتي خط أحمر.

الست اللي مابتحبش نفسها ومتقطعة عشان اللي حواليها اكتر ست عصبية وبتزعق وبتضرب في عيالها واكتر ست بتقدم نموذج سيء لولادها عن تقدير الذات.

لكن الست اللي بتحب نفسها وتهتم بنفسها وبتدلعها بتعرف تدلع اللي حواليها بتكلم عن تقدير النفس ..

مش بتكلم طبعًا عن الست اللي بتقضي ساعات ع الفيس بوك وفي الكوافير يوميًا ورامية العيال للشغالة تربيهم لأن ده مش تقدير ذات ده تخلي عن المسؤلية لكن كلامي للست اللي لو افتكرت نفسها بهدية تحس بالذنب وتقول هما أولي.

في قصة كانت بتحكي عن اسرة عندهم رخامة حاطينها فوق ترابيزة الليڤينج بياكلو عليها ويحطو كوبايات الشاي السخن عليها، واللي يمدد رجله فوق الرخامة، واللي مش لاقي مكان ع الكنب فيقعد عليها، فضلت سنين الرخامة شايلة لحد ما في يوم اتكسرت، وقتها معرفوش يلاقو زيها، واشتروا  بدالها لوح زجاج..

بس من يومها محدش بيحط سخن عليها ولا حد يجروء يقعد عليها ولا حتي يمد رجله..

وبتتلمع كل يوم عشان آثار اليدين بتبان فيها.

#العبرة:

اختيارك تبقي من الرخام ولا من الزجاج …

اختيارك تحطي نفسك في آخر القايمة ولا تبقي أغلي وأولي!

طبعا بعد قيامك بكل مسؤولياتك ..اهتمي بنفسك

#مختارات_الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى