قضايا الساعة

الخازوق

كان هناك طاغية نَكلَ وسجنَ كل المعارضين له وجعلهم عبرتاً لحد ما ان الشعب نفسه سلم و عاش سنين طويلة مقهورا وقليل الحيلة لكن الملك مَلَ و زهق فتساءل أليس هناك من يعترض عن هذه الإهانة فاستدعى الوزير وامره قائلا

“أمر ملكي مني يقضي بوضع خازوق في اخر الشارع الرئيسي والذي يريد المرور يجب عليه أن يدفع خمسه دنانير ويجلس على الخازوق دقيقة كاملة” هيأ الوزير كل ما أٌمرَ به، ثم خرج الملك وتخبى وسط جموع الشعب ليراقب ردود الأفعال بنفسه فتعجب الصمت الذي يسود المشهد الشعب واقف في طوابير ومجهزين الخمسة دنانير في هدوء واستسلام والذي يأتي دوره يجلس الدقيقة الكاملة ويدفع ويتوكل على الله، لكن فجأة يقطع الصمت صرخة رجل يقول “فاض بنا الكيل ما هذا الظلم هذا كثير” جرى الملك بسرعة فقال له “ما بك يا زعيم” قال له الرجل ” ألا ترى الطابور والذل الذي نحن فيه لماذا لا تشعرون بنا ثم اكمل وقال لماذا وضعتم خازوقا واحدا اجعلوهم عشرة خوازيق في كل شارع والناس سوف تمر عشرة عشرة نريد الذهاب إلى اشغالنا يا ظالمين “

نلاحظ هنا أن الإعتراض هنا ليس على الظلم بل عن طريقه تنظيم الظلم “هناك سوء إدارة وتنظيم من الظالمين” وهذا لأن الشعب اعتاد وسلم بأمره إلى الظالم.

ففي قول الله عز وجل : ” فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى [البقرة:256]”

#وقائع_الشارع_العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى