بصمات أبي
في طريق عودتي من عملي إلى منزلي..
وفي منطقة ازدحام مروري بعض الشيء .. وجدت اثنان من الشباب ينزلان من سياره فخمة متجهين إلى عامل توصيل الطلبات على دراجتة النارية ..مسرعين لضربه مع الشتم والسب في حقه ..
لم أشعر بنفسي إلا وأنا أركض اتجاهه وأحميه منهم دون تفكير أو معرفة السبب ..لكن كنت أمام حالة ظلم شخصين لشخص ..
وبفضل الله تمكنت من منع المشجاره وإيذاء الرجل المسكين الذي كان يحمد الله أنني أنقذته منهم في الوقت المناسب وشكرني على موقفي .. وأوضح لي أنه ذاك الشبان قد اعتديا عليه ظلما وعدوانا ..ولاداعي لذكر اسباب الإعتداء هنا لأنه ليس هو صلب موضوع قصتي …
رجعت إلى سيارتي وإذا بذاكرتي تعود بي بسرعه البرق إلى 40 سنة مضت ..عندما كنت صغيرا في السادسة من عمري وكنت مع أبي في السيارة وحصل نفس الموقف تماما..لا انسى كيف هجم أبي مسرعا على ثلاثة رجال ضد واحد وهو لا يعرفه ولكن تدخل بكل قوة وجرأة لفض الإشتباك ونصرة الضعيف ..
لقد بقي هذا المشهد عالقا في ذهني لاسيما بعدما سألت ابي حينها بكل برائتي الطفولية : هل دافعت عن صديقك ؟
فأجابني وقتها بقوله:
لا اعرفه ..لكن المظلوم دائما يرسل الله من يدافع عنه ….فكن مع الحق ينصرك الله ..
ولا تكن ضده فيخذلك …
جملة ترسخت في ذهني وحفرت في ذاكرتي
إنها بصماتك يا أبي التي لم تنمح وتظهر في وقتها المناسب …
وأنا في غربتي تحدث مساءا مع والدي ورويت له ما حدث .. وحاولت أن اذكرة بتصرفه الشجاع الذي أثر في نفسي وقتها .. وكيف أن التاريخ يعيد نفسه وأني تصرفت مثله تماما .. ولكنه لم يتذكر للأسف …
محمد جلال #وقائع_الشارع_العربي