قصة زواجي
تقول.إحداهن :
تزوجته بطريقة عادية جدًا، تعارف الأهل أولًا ثم جاء مع والدته وبعد قبول مبدئي اتفقنا على إجراء خطبة قصيرة نتعارف فيها ثم إن شاء الله تُكلل هذه الخطبة بالزواج.
كان كل شيء رائعًا في البداية، “عصام” هادىء وإنسان مسالم جدًا، كل هدفه في الحياة بيت نظيف وطعام جيد وامرأة تحفظه وأطفال صالحين، وآهٍ من هذه الأخيرة!
بعد مرور ستة أشهر من الزفاف كنت فيهم نعم الزوجة -كما أظن-، قررت أن أطرق أبواب الأطباء بشأن الإنجاب، طبيب يتبعه آخر وفحوصات تتبعها أخرى ولا نتيجة مثمرة في النهاية.
“عصام” لا ينجب!
عنده ما يحول ذلك، وعندي مايمنعني من الطلاق والعودة لبيت أهلي.. لقد تعودت على الهدوء والنظافة وعلى مستوى معيشي رائع وفره لي عصام، لم يعارضني في أي رغبة ولم يحرمني من أي شيء حتى قبل أن نعرف مشكلة إنجابه.. كان نعم الزوج وأنا أصبحت فجأة بئس الزوجة !
أريد أطفال.. غريزتي التي فطرني الله عليها ورغبة كل أنثى سوية على وجه الأرض، كانت الخيارات صعبة والمغريات في بيت عصام تدفع أي أنثى عاقلة للعيش في كنفه وكفالة طفل كما عرض هو علي حتى نرحم غريزة الأمومة هذه بشكل مؤقت إلى أن ينظر الله في أمره، إلا أنني رفضت لن أهد. ر صحتي على طفلٍ لستُ أمه ولن يقاسمني أحد في قلب عصام وماله!
أووووه عصام نفسه لن أهد. ر لأجله صحتي، لن أخدم رجلًا عجز أن يحقق لي حلمي وحلم كل أنثى، ولن أتعب لأجل رجلٍ تتعبني أمومتي معه.
“أنا مريضة”.. !
جهز طعامًا لنفسك، أنا متعبة اغسل أنت الملابس اليوم، عندي صداع ر.هيب امسح أنت الأرضيات، رأسي يؤلمني اجلي الصحون التي في حوض الجلي لو سمحت !
كان يتحملني في البداية بل ويمرضني رغم أنني كنت أدعي المرض، أحيانًا يأتي بخادمة ترتب لنا كل شيء وأحيانًا يفعل كل أمر بنفسه لأنه ملَّ أخلاق الخادمات.
مر عامان وأنا ممعنة في عنادي وهو غارق في صبره، إلى أن قرر مصارحتي ذات يوم بأنه يشعر بكذبي.. كيف لي أن أكون بكامل صحتي في بيت أهلي ومع صديقاتي ومتعبة حد المو. ت في بيته، تقارير الأطباء تثبت أنني أكثر عافية منه لكنني مصرة على انعدام العافية !
كان شجارًا صعبًا، تغير فيه كل شيء وتحول عصام لرجل لا أعرفه.. خرج من البيت وعاد بعد إسبوعين قال جملة واحدة ” من تمارض مرض” وأسأل الله أن يكتب عليكِ ما تدَّعينه لأنكِ آذيتني” !
بعد يومين فوجئت بخبر زفافه على الإنترنت.. هكذا ببساطة، عصام النذل يتزوج عليَّ وأنا التي صبرت على عقمه وعيبه!
لم أتأقلم مع فكرة زواجه قررت الانفصال.. قرارًا تأخرت كثيرًا في أخذه، الآن ألوم نفسي لأنني بالفعل آذيت عصام رغم أنه لم يكن يستحق الأذى ومرارًا أشعرته بعجزه رغم أنه كان قدر الله له.. واستنزفت ماله عامدًا وكأنني أنتـ. ـقم منه.
مُطلقة..
يعرف أهلها وصديقاتها أنها لأكثر من عامين تكذب على زوجها وتستنزفه وتعايره بما فيه وليس فيه!
-صديقاتي يتهربن مني خشية على أزواجهن، وزوجات إخوتي يخشين على أنفسهن مني لأنني ممثلة بارعة.. وأمي تنظر لي نظرة لوم وعتاب لكن عينيها تفصح قائلة “لطالما نصحتك في الانفصال بحكمة، أو الرضاء بما قسمه الله”!
أركض من عمل إلى آخر لأعول نفسي، وأتحرك من مصلحة إلى أخرى لأنجز أعمال الناس فيصيبني صداع عظيم لا يهدأ لأيام.. أذهب للطبيب فيخبرني أني أعاني أورامًا في رأسي وبحاجة لعلاج طويل.
تلمع في ذهني كلمة عصام ” من تمارض مرض، أسألُ الله أن يكتب عليك ما تدَّعينه لأنك آذيتني”.
-أكتبُ لعصام رسالة طويلة، أخبره أنني آذيته عامدةً لكنني لقيت جزائي، واستنزفت صبره وماله وحنانه حتى جعلته منه رجل وامرأة البيت، وأسأله أن يغفر لي حتى يغفر الله ذنبي بحقه!
لم يرد!
فأرسلت له مرة ثانية وثالثة ورابعة فجاءني الرد الصا.دم “عذرًا زوجتي تلد بالمشفى سأهاتفك بعد أن أنتهي”!
توفت زوجة عصام خلال وضعها لمولودهما الأول، تمنيت لو كنت مكانها حتى لو متُ في النهاية، عصام إنسانٌ رائع لم يسيء لي أبدًا رغم أنني ارتكبت كل الإساءة في حقه.
أراقبه عن بعد فأجده يكتب عن زوجته الراحلة كل يوم فأحسدها على حبه رغم أنها ميـ. ـتة، وأنظر إلى صور طفله فأجدني حتى اللحظة مريضة أورام لم تنجب !
أتطوع للعمل الخيري يوم كل إسبوع، فأتفاجىء بعصام وابنه ذات يومٍ في الجمعية الخيرية، أعانق الطفل عناقًا قويًا كأنني أمه، أنظر إلى عصام بعينين دامعتين راجيتين أن يردني إليه لكنه لا ينتبه.. رغبت أن أخبره أنني تغيرت ونضجت لكن الخجل حال بيني وبين ذلك.
يسير مصطحبًا طفله إلى بيته، وأسير أنا إلى بيت أمي التي ر. حلت، يجتمع على الشعور بالذنب والمرض والوحدة.. أصلي لله كي يرحمني ويرد لي عصام أكثر مما أسأله أن يكتب لي الشفاء !
فأرى ذنبي القديم مرتسمًا أمام عيني، أنا التي رفضت أن أتقي الله في زوجي كيف سأتقيه إذن في ابنه !
لكنني والله تغيرت، رغم كوني أصبحت حتى غير قادرة على خدمة نفسي فكيف بالطفل وأبيه!
لا أعرف كيف ستنتهي قصتي، لكنني أعرف جيدًا بداية المأ. ساة، فكتبتها لأنبهكم حتى لا تقعوا فيما وقعتُ فيه، وحتى لا يجتمع عليكم عقاب الله والشعور بالذنب والمضي وحيدين في شدة احتياجكم للمشاركة.
وأخيرًا من يتقبل عيوب شريكه فليمض على بركة الله، ومن لم يستطع ذلك فليرحل بعدل الله، واسألوه دائمًا أن يلهمكم الحكمة لتقبل أقداره والصبر عليها لأننا لن نستطيع العيش بلا صبر.
#سارة_العقاري #الشارع-العربي