كُنّآ..فلترحمنا الحياة..
الشّوكةُ كانت من قبلُ وردةً..
شربَتْ من طاسِ النّعيمِ..
دون أن تقرأَ فرضيّةَ الخريفِ..
في آخرِ سطرٍ من الماء..
فغرِقَتْ في العناء!..
الزّمانُ الذي كنّا فيه..
بساقينِ من شغفٍ بوليسيٍّ
وقدٍّ مثلِ زغرودةٍ تسندُ غصنَ بكاء..
نتجوّلُ في أدغالِ الله..
نلاطفُ ذئابَ الحاجةِ
ونحبُّ التعبَ كأحدِ أولادِنا..
نتناولُ الأيّامَ..
ونهزُّ رؤوسنا كجبلٍ تذوّقَ بلحَ الغمام!
الزّمانُ الّذي كان فيه فمُ الحبيبِ محّارةً..
أصغرُ لآلئها ” ألهتي الصّغيرة”!
والشّعرُ شُربةُ نبوّةٍ..
إن صفا كأسُهُ..
نسيَتْ في حانتهِ غطاءَ رأسِها الصّلاةُ!..
ذاكَ الزّمانُ هدمناه..
أفزعْنا الحمامَ في روميّةِ (أبي فراس)..
وصرمْنا النّخلَ من اسم (سليمى)* حين عَثرْنا في خدِّها على قمر!
الأيدي صارت كمائنَ..
وتحتَ رداءِ البسمةِ تسهرُ الأحقاد..
الشّعرُ تغبّرَ طربوشُهُ وهو يستفُّ الحداثة..
اختلفَ حرّاسُهُ وجلّاسُهِ
فأجّروا المنابرَ..
واتّهمَ الحبُّ القصيدةَ بمزاولةِ الغباء!..
كنّا كما ينبغي للإنسانِ أن يكون..
وكانَ لنا بلادٌ، أطلْنا في حبّها كثيراً..
وملهمٌ حنون..
كنّا…فلترحمْنا الحياة!
سعاد محمد:**الشارع العربي**