فخ الإنسان
حرت وحار فهمي في معجزات الأنبياء
وفعل الغراب والحوت وهدهد سليمان
وسفينة نوح وما بعد الطوفان..
استسلمت لرسم خاطرةبالكلمات..
تأملت مولودا يكسرحصنه والجدران..
عاش في موطنه عمرا
يتنعم بالدفء وبما لذ وطاب..
يستحم بالريحان..وبأطيب ماحملت النسمات.
يستمدمن الشروق سحر الألوان..
ومن الغروب هدوء المساء..
ينسج من نور القمر رحلة الخيال..
دليله بريق النجوم..
هبت رياح الخيرات حلق عاليا
ولم يتجاوز بياض السحاب..
وتاه في مناكب الأرض..
ورأى ما رأى..
نزل المأوى تم استوى وارتوى ..
تبع طعما..أدخله فخ الإنسان..
باعوه بأبخس الأثمان سلخوه من ريشه
أفرغت عليه الآلام فأنسته نعمة الطيران..
ولم يعش في أمان
أحاطوه بحجاب النسيان
أبدلوه سقفا غير زرقةالسماء
غيروا له المواقع وخريطة الأوطان.
وموسم الهجرة كل عام
واختاروه لشذوه
قيدوه بقوت وبقطرة ماء..
ألف القفص ..وألف المفروض عليه ..
فلو هجروه ولو أبعدوه ..
ولو نقلوه من مكان إلى مكان..
ولو أفسحوا له المجال فسيحوم ويعود
ليعانق بالحنين كل الأسلاك ..
وسيشدو ويعيد ثم يعيد التغريدات..
وسيخفي الآلام والجراح..
ومن حوله يستمتعون يتلذدون..
والشدو حزين نغماته تسبيح بكل الألحان..
كان لغزا وكان إعجازا في غالب الأحيان
مرت الليالي والأيام..
وطغى على الدنيا النسيان..
وتذكر المولود ميزة الأوطان…
وقمم السلام والأرز الشامخ والجبال..
وجذور التاريخ بين حبات الرمال..
وتذكر البقايا التي لاتزول والقيود التي لاتموت
والجاحد الذي لايتوب والناكر للمعروف..
فمتى تتغير النوايا وما تخفي الصدور؟
جعفر العلوي** الشارع العربي **