الصراخ “لا يبدد شبهة ولا ينصب حقاً “
في محاضرة بدمشق, سأل أحد الحضور الفيلسوف الجزائري مالك بن نبي.. عن الأسلوب الأمثل لتربية مولودة له حديثاً..
فابتسم الأستاذ مالك بن نبي وقال له :
” كم لها من العمر؟
فقال الرجل: لديها شهران .
فقال له مالك بن نبي : اذاً فاتها شهران من التربية ؛
“ثم علق على ذلك وقال:
عندما يولد للأمم الأخرى مولود فإن أمه ترضعه رضعاته الواجبة وتنظفه في أوقات معينة معروفة ثم تذهب إلى أمور حياتها الأخرى ..
فإذا صرخ المولود ..وكان في غير أوقات الرضاعة والتنظيف فإن أمه لا تلتفت إليه..
فيتعلم الرضيع بأن الصراخ لا يحل المشاكل ويتربى على ذلك في لا شعوره الباطني.
حتى تصبح هذه الخصيصة من شيمة وشيم المجتمع وثقافه.
في أزمة الإنقلاب للحكومة الرابعة الفرنسية التي أفرزت “قانون نورمبرغ “والذي أفضى إلى حرمان “الأنديجان ” من التعليم العالي والمتوسط (اليهود والمسلمين )في كل مسعتمراتهم حيث طبق ذلك في الجزائر..
عارض المثقفون الجزائريون القرار وتصاعد صراخهم، في حين أن اليهود الذين كانوا يعيشون بالجزائر لم ينبسوا ببنة شفة ؛ بل لملموا أنفسهم وأجبروا متعلميهم بضرورة التقيد وتحمل العبء بحيث كل من له مستوى معين يتكفل بمن هم دونه، في حين أن الجزائريين بقوا يصرخون ..!
ماذا كانت النتيجة؟
للأسف فبعد قرابة 10 سنوات من هذا القرار حيث تم إلغائه كانت النتيجة أن فقدت أجيالاً جزائرية بكاملها فرصة التعلم ..
في حين أن اليهود لم تفت فرد منهم حصة تعليم واحدة، فالأمة التي جعلت من الصراخ فلسفة حياة هي أمة محكوم عليها بالبقاء في دوامة.
مختارات **الشارع العربي**