كم نحن غافلون ومتجاهلون
التاريخ لا يُدون إلا بعد مئة عام ؛بعد أن تتجلى الحقائق ويموت من كان يجب أن يُعاقب .
لكن لا أحد يستطيع أن يمنعنا أن نقول رأينا بما نعتقد مستشهدين بشواهد وبراهين ..
ليسموها كما يشاؤون ثورات أو ثورات ملونة أو فتنة أو مؤامرة كونية أو بأسماء الفصول الأربعة,المهم عليهم
التسمية وعلينا التطبيق .
القصة بدأت حيز التنفيذ من أحداث نيويورك 2001 ..
حربٌ على الإسلام والعرب أولهم , ووعدونا بفوضى خلاقة لا تبقي ولا تذر.
هم يعلمون عن الإسلام أكثر مما نعلم ويعلمون أنه على حق , وفيه العدل والمساواة.لكنهم لايؤمنون به وقلوبهم ترتجف .
ولا ننسى قول رئيس أحد حكومات إسرائيل لطفل فلسطيني : أعلم أنكم ستطردونا من فلسطين يوماً ما لكن سنؤخر هذا اليوم مااستطعنا ..
ثوارات الربيع العربي كتبت سيناريوهاتها في غرف المخابرات العالمية , أهدافها : ضرب الإسلام أولاً ووصفه بالإرهاب لإرهاب المسلمين ,وضرب العرب فيما بينهم وتبديد ثرواتهم وقدراتهم بل مصادرتها وإعادتهم مائة عام إلى الوراء , وتوسيع الهوة المتباعدة أصلاً بين الشعوب والحكام , وتقسيم بلداننا على أسس طائفية ودينية وعرقية , تغيير المناهج والدساتير بما يتوافق مع ديمقراطيتهم القائمة على المثلية وإباحة جسد المرأة ومنعها من النسل والإنجاب .
و كأس العالم في قطر الآن دليل واضح يشهد عليهم , في بث سمومهم بترويج الفساد والمثلية ..بحجة الرياضة .
منذ مائة عام وهم يشربوننا السم ونحن نتذوقه بطعم العسل تحت شعارات :الديمقراطية والحربة والتعبير ونزعات القومية والإنقلابات , حتى أصبحت ثقافة كل عربي .
هم يكتبون لنا الصحف ونحن نقرأ والمصيبة إذا قرأنا لا نفهم وبكل الأحوال نحن ممنوعون عن الكتابة سوى بأقلامهم .
هم لا يملون عن تحقيق أهدافهم ولكن يتبادلون الأدوار بين أمريكا وروسيا وإسرائيل وإيران .
هم يعلمون أننا شعوب عاطفية والعربي بطبيعته يعشق السيادة والتملك وحب الجاه والمال , هذا في بلاد العرب أوطاني
أما المسلمين والعرب في الغرب فالأمر هين ..
كان العراقي قبل الحرب في الغرب جوازه مميز وديناره , كان العراقي تخدمه كل سفارات الغرب وهو العزيز المحترم أما بعد الحرب أصبح لاجئ متسول على أبوابهم منبوذ.
أما السوري كان في الغرب قبل الحرب مفخرة المهاجرين أصفرهم وأسمرهم وأسودهم , كنا نفخر كسوريين وأكاد أقول لم أجد سوري مجرم في نظر القانون .
أما بعد الحرب , تصدرنا وحطمنا الأرقام بالمساوئ حتى إبتكرنا جرائم لم يسمع بها الغرب من قبل .
وهكذا لطخنا سمعة الإسلام والعروبة وأكدنا مزاعمهم وأقلامهم التي لا تهدأ وهي تكتب عنا.
كم نحن غافلون عندما نجهل و نتجاهل ..
الفرق كبير بين ثورة يكتب سيناريوهاتها الشعب وبين ثورة تُكْتب لهم السيناريوهات وهم يقومون بتمثيل الأدوار فيها بحرفنة عالية .
لكن لا عليكم وإن كان هذا نصيبنا من الشقاء , فأوربا أيضاً كتبت مسرحيتها والآن تُمثل على المسرح الأوكراني للفنون .
القاضي :حسين برهو حسين **الشارع العربي**