لأنني هنا
تدورُ عقاربُ السّاعةِ على لونٍ..
لا يوقظهُ الوقتُ ولا يبرحهُ الوجلُ
شاحبٌ كأزهارِ الخريفِ..
مسكونٌ بالحيرةِ والتّرددِ..
أسكنُ تكاتها الرّتيبةِ ..
في تواثبِ اللحظاتِ
من وهنِ السّلامةِ والأمنياتِ..
وربما أحتسي أخرَ رشفاتِ البقاءِ..
على نخبِ التّبدّدِ والجّمودِ..
أستهلُّ فاتحةَ يومي عتباً..
لا يجدّدهُ حبٌّ ولا تحفُّهُ الآمالُ..
تائهةٌ في غيمِ الشّتاءِ ..
يلفني الضّبابُ مبعثراً على أدراجِ الرّحمةِ
متكئاً على أوابدِ السّرابِ ..
أشتمُّ معه أنفاسَ العطشِ والوحدةِ ..
شريدةٌ في لهاثِ التّرجي والخلاصِ..
أرتجفُ في يقظةِ الحقيقةِ..
موسومةٌ بشهقةِ الصّمتِ
أترجمُ أنيناً يُشجيني ..
على نفوقِ المسرّةِ ..
واختلالٍ خذلهُ الإتزانُ..
استرقُّ نظراتٍ دانيةَ القطوفِ ..
في زيفِ الرّبيعِ..
سقيمةً كعبورٍ مختنقٍ..
في ديجورِ الرّهبةِ..
كسوسنٍ اغتالتْ أبصالهُ ..
ديمومةَ شتاءٍ غاضبٍ..
ولأنني هنا ..
اغتصابِ ضحيةٍ ..
و صراخِ طفولةٍ بكماءَ..
أرى الموتَ في مسوخِ حضارةٍ مستبدةٍ غيّاً
وجسارةً لايُشبعُ بطونها سُحتُ المقامرةِ..
أرى الموتَ ..
في وطني المكفنِ بعلمِ التّحدي..
وإخلاصِ النّبلاءِ..
تنصهرُ الأحداثُ في بوتقةِ الغرابةِ..
وتتهجدُ الآهاتُ تسابيحَ الحمدِ..
على يُتمِ الحاجةِ وثقلِ الهوانِ..
أرى البردَ..
في وطني المهجورِكرحلةِ صومٍ و منفى..
تغيبُ في حاراتهِ فواصلُ المسافةِ..
وتتهالكُ عجائزُ الليلِ في اشتهاءِ الدّفءِ
وتراقصِ الحلمِ في لونِ الصّباحِ..
أرى الحقيقةَ …
منطفئةً على عروشِ الذّاكرة..
تختصرُ بعجزها..أبجدياتِ التّلعثمِ..
وتوئدُ بجهلها..أفراحَ الطّفولةِ..
يشيخُ اللبلابُ ..على جدرانِ المحبةِ..
ويستغيثُ الياسمينُ ..
من رائحةِ الخوفِ والذّلِّ والخيانةِ..
ولأنني هنا..
أزجُّ شغفي في شرنقةِ فراشةٍ..
تعبدتْ ولادةَ العّطرِ ذاتَ نهارٍ..
أمل الٱغا **الشارع العربي **