نحن عنيدون
نحن يا صديقتي عنيدون
مثل صخرة الصوان رؤوسنا يابسة .
عنيدون حتى الكسر ..
يبقى علينا أن نتحرك ..
أن نفعل شيئاً ..
أن نثور بدورنا ..
أن ننخرط في موكب الدم ..
وان نتلقى دروس الإرادة ، من يد الطبيعة التي لا تمل الصراع ,
أن لنا القدرة العميقة على منح الحب الحقيقي ..
وعلى البذل ، والصبر ، والإيثار ..
ولكن ما ينقصنا حقاً هو الحنان .
ونبحث عن الحنان حتى في عبير الورد
حتى رائحة العشب الأخضر .
حتى عيون الثائرين.
نبحث عن وطن الحنان ، في طريق الجلجلة .. وطريق الآلام ..
و نبحث عن ( مسيح ) جديد ، يجلد بسوطه في الهيكل ،
ظهور أعداء الإنسان ، وأعداء الحرية ، في كل مكان .
نبحث عن ( الخلاص ) حتى في نسمة الباردة ، غير لهيب الحر,
حتى في موج البحر و هو يغسل صخرة العذاب بمائه المالح فيزيد من عذابها ..
ما همنا ، يا صديقتي ، إذا كان العذاب شريعة الحياة
وكنا نحن أقوى من الحياة ، … لا أقوى من الموت !؟
الموت ؟
هذه ( علامة إستفهام ) المحفورة فوق جبهة كل مخلوق !
( أأخاف الموت ) ؟
أنا غريق يا سادة ، فما خوفي من البلل .
د. فراس الفارس *الشارع العربي**