الليالي السود
يحكى أن رجلا تزوج إبنة عمه وأنجبت له تسعة أولاد ذكور
ولكن في الحمل العاشر أنجبت له أنثى
وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑُﺸّﺮ ﺑﺎﻟﺒﻨﺖ ﺣﺰﻥ حزنا شديدا وشعر بالإهانة
ﻭﻗﺎﻝ صارخا :
ﻳﺎ ﻟﻴﻠﻲ ﺍﻷﺳﻮد .. يا ليلي الأسود ..
ثم قاطع زوجته و أصبح ينظر إليها نظرة تشاؤم وجحود .. وكأنها هي السبب في خلقتها..
– ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ والسنين توفت الزوجة ..وكبر الأبناء وتزوجوا وتزوجت إبنته التي كان ينهرها ويتاورى منها شؤما ويناديها بالليل الأسود …
ﻛﺒﺮ هذا ﺍﻷﺏ وضعفت قدرته وبين يوم وليلة فقد بصره ﻭﺃﺻﻴﺐ ﺑﺎﻟﻌﻤﻰ وانشغل الأولاد ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺃبوهم ﺍﻟﻀﺮﻳﺮ
لكن إبنته التي كان لا يطيق سيرتها أو وجودها كانت تتطقس أخباره من بعيد … حتى سمعت بما أصابه فسارعت بالإهتمام به دون أن تفصح على أنها ابنته خوفا من أن يطردها …فكانت تعتني به أيما اعتناء …
فشعر براحة لم يشعر بها من قبل ولما إقتربت منه ﻟﺘﻌﻄﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ،أمسكها من يدها و ﺴﺄﻟﻬﺎ :
ﻣﻦ ﺃنت يابنت الكرام ؟
فأجابت والدموع تنهمر من عينها : ﺃﻧﺎ ﻟﻴﻠﻚ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻳﺎ ﺃبي !!
فعرف أنها إبنته وانفجر باكيا ورد ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﺎﺩﻣﺎً ﻭﻣﺘﺄﺳﻔﺎً :
سامحيني يابنيتي ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﻮﺩ
وأنشد يقول :
ﻟﻴﺖ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﻮﺩ .. ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻬﻨﺎ ﺑﺴﻮﺩ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ
ﻟﻮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﻌﻤﺮﻱ ﻳﻌﻮﺩ .. لأﺣﺒﻬﺎ ﺃﻭﻝ وتالي
ﻣﺎﻏﻴﺮﻫﺎ ﻳﺒﺮﻧﻲ ﻭﻳﻌﻮﺩ .. ﻳﻨﺸﺪ ﻋﻦ ﺳﻮﺍﺗﻲ ﻭﺣﺎﻟﻲ
تسعة ﺭﺟﺎﻝٍ كِلهم جحود .. تباعدوا عن سؤالي
ﻣﺎﻏﻴﺮ ﺭﻳﺢ ﺍﻟﻤﺴﻚ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩ .. إبنتي ﺑﻜﻞ ﻳﻮﻡٍ قبالي
#مختارات_الشارع_العربي