فقير الملابس
كان هناك رجلاً فقيراً جداً ؛ يغسل الأموات ولم يكن يأخذ لعمله إلا ملابس الميت؛ فإن كان المتوفي ميسور الحال سعد بثيابه الجديدة … وإن كان فقير حمد الله على ذلك
في أحد الايام قرر ثلاثة شباب الإستهزاء به وتليقينه درساً لن ينساه أبداً..
فقال أحد الشباب وكان ثريا جدا سأشتري ملابس جديدة باهضة الثمن وسأتظاهر بالموت ..و عندما يأتي كي يغسلني ويفرح بالثياب عندها سيتفاجأ بما سأفعل به ونضحك عليه …
لبس ثيابه لتنفيذ الخطة … وطلب من أصدقائه أن يأتوا بالرجل الفقير لتبدأ مسرحية الإستهزاء به ..
وفعلا اتوا أصحابه بالرجل الفقير وأوهموه أن هناك ميت عليه أن يقوم بتغسيله للدفن..
دخل الفقير إلى غرفة الشاب ورأى الثياب الجديد فحمد الله على الرزق وباشر بخلعها مع الحمد والشكر لله …
كان الشابان خارج الغرفة ينتظران المفاجأة للضحك والسخرية على الفقير..
لكن الرجل أطال المكوث ولم يخرج .. !!
بعد طول إنتظار دخل أحد الشباب لينظر مالأمر …!!.
وتفاجأ بالرجل وهو يقوم بعملية تغسل صاحبهم وهو يتمتم بالذكر…
وسط إندهاش الصديق مما رأى ..نظر إليه المغسل الفقير وسأله :
متى توفي صاحبك؟ لقد تأخرتم في طلبي فرائحته أصبحت تزكم الأنوف …
أخذ المغسل الفقير الثياب الجديدة ورحل لبيته وهو يدعو للميت بالرحمة ..
الغريب أن الموت أدرك صاحبهم وهو يحاول الإستهزاء من رجل فقير دون أن يدري بأنه آخر عمل يقوم به.. فسبحان الله العادل
#العبرة :
نحن في الحياة عابرون ..فمن عمل عملا صالحا كان له ذخر وحياة لدنياه وآخرته ..
ومن استهتر بالحياة بها وظن أنه أفضل الناس مات وهو أحقرهم ….
**من تواضع لله رفعه
**ومن تكبر ذل
ولنعتبر لقوله تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾ [الحجرات:١١]
#مختارات_الشارع_العربي