من عجائب النحل
ﻭﻣﻦ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺤﻞ ،
ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﻳﺘﻨﺎﻭﻝ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺭﺣﻼﺗﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺓ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻳﺜﺎﻧﻮﻝ ethanol ﻭﻫﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺗﻨﺘﺞ ﺑﻌﺪ ﺗﺨﻤّﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺜﻤﺎﺭ ﺍﻟﻨﺎﺿﺠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ..
ﻓﺘﺄﺗﻲ ﺍﻟﻨﺤﻠﺔ ﻟﺘﻠﻌﻖ ﺑﻠﺴﺎﻧﻬﺎ ﻗﺴﻤﺎً ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﻓﺘﺼﺒﺢ ” ﺳﻜﺮﻯ ” ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻤﺪﺓ 48 ﺳﺎﻋﺔ .
ﺇﻥ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ﻟﻬﺬﻩ ” ﺍﻟﻤﺴﻜﺮﺍﺕ ” ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺎﻃﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮﺍﺕ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺤﻼﺕ ﺍﻟﺴﻜﺮﻯ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺪﻭﺍﻧﻴﺔ ، ﻭﻣﺆﺫﻳﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻔﺴﺪ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭﺗﻔﺮﻍ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻤﺨﺪﺭﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻤﻤﻪ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﺑﺄﻧﻪ { ﺷﻔﺎﺀ } ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
{ ﻳَﺨْﺮُﺝُ ﻣِﻦْ ﺑُﻄُﻮﻧِﻬَﺎ ﺷَﺮَﺍﺏٌ ﻣُﺨْﺘَﻠِﻒٌ ﺃَﻟْﻮَﺍﻧُﻪُ ﻓِﻴﻪِ ﺷِﻔَﺎﺀٌ ﻟﻠﻨﺎﺱ } [ﺍﻟﻨﺤﻞ: 69]
ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻫﻴَّﺄ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﺳﻠﻴﻤﺎً ﻭﻻ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻷﻱ ﻣﻮﺍﺩ ﺳﺎﻣﺔ ؟
ﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ذلك ﺧﻼﻝ 30 ﻋﺎﻣﺎً ، ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻨﺤﻞ وجدوا ﺃﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻠﻴﺔ ﻧﺤﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺤﻼﺕ ﺯﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ” ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻹﻧﺬﺍﺭ” ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺤﺴﺲ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺍﻟﺴﻜﺮﺍﻥ ﻭﺗﻘﺎﺗﻠﻪ ﻭﺗﺒﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ !!
ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﺤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﺮ ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ ﻭﻳﺘﻢ ﻃﺮﺩﻫﺎ ﺑﻞ ﻭ” ﺗُﺠﻠﺪ” ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻨﺤﻼﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﻓﻌﺎﺕ ،
ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻃﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﻜﺮﺍﺕ ﺗﺼﺒﺢ ﺳﻴﺌﺔ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺃﻓﺎﻗﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺤﻠﺔ ﻣﻦ ﺳﻜﺮﺗﻬﺎ ﺳُﻤﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻴﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ يتأكد ﺍﻟﻨﺤﻞ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺴﺎﻡ ﻟﻬﺎ ﻗﺪ ﺯﺍﻝ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً .
#العبرة :
حسن التسير الإداري والإجتماعي يرتقي بكل المجتمعات سواء البشرية أو الحيوانية
قال تعالى :
وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38)
الأنعام
#مختارات_الشارع_العربي