الحقيقة الصادقة
في كتاب #حكايات_حكيمة تروي الكاتبة الروسية #سفيتلان_سافيتسكايا
كان أحد #الحكماء يدون على مدى فترة طويلة كتاباً في الحكمة, وفي أحد الأيام شعر بالحزن وبالوحدة, وإذ به يرى فتاة جميلة عند الجدول, راح الحكيم يتبادل معها الحديث و يستمتع بالوقت المثير والمبهج للحب يوماً بعد يوم, فسجل في كتابه ما يلي:
《 أن يعيش المرء مع امرأة جميلة. هي أكبر #سعادة! 》 وقد كانت هذه الفكرة هي:
#الحقيقة_الصادقة.
بيد أن الوقت تابع سيره, لم تعد المرأة الجميلة تولي اهتماماً كافياً لما فيه رفاهية وخير منزل الحكيم, فبحث الحكيم وعثر على امرأة أخرى .
امرأة محبة للعمل, تقاسم الحكيم معها مرحلة بلوغه, تسلمت المرأة ببراعة وبسرعة إدارة الأملاك والثروة فبدأت تظهر في منزل الحكيم أشياء لم يكن حتى يحلم بها وبوجودها. فكتب الحكيم في دفتره:
《 أن تعيش مع امرأة عاملة قادرة على مضاعفة خيراتك وثروتك هي أكبر #سعادة ! 》 وهذه أيضاً كانت #حقيقة_صادقة.
ولكنه سرعان ما شعر بالملل من الاهتمام بحياته وبطريقة عيشه وحسب, وإذ أدرك أن المرأة التي يعيش معها لا تستطيع أن تسمح لنفسها ولادة طفل له, فقد فتش وعثر لنفسه على امرأة ثالثة ولدت له وريثاً, تقاسم معها الحكيم مرحلة نضوجه، وإذ کرست نفسها بالكامل للأسرة وللطفل، كتب الحكيم في كتابه ما يلي:
《 أن تعيش مع المرأة التي منحتك طفلاً – هي أكبر #سعادة ! 》وأيضاً هذه كانت #حقيقة_صارمة.
كبر الطفل وراح يبتعد بالتدريج عن الأسرة.
لم يكن قادراً أن يفهم الحكيم على الإطلاق, أدرك الحكيم ذات يوم أن زوجته لا تستطيع أن تحدثه سوى عن العائلة وعن طفلهم الوحيد، وأن ما من أحد آخر ليتقاسم معه حكمته التي قام بتدوينها طوال حياته في كتاب الحكمة. عندئذ بحث ووجد لنفسه امرأة هي الأخرى حكيمة مثله.تقاسم معها الحكيم شيخوخته. راح العاشقان يتحدثان نهاراً وليلاً بلا انقطاع عن الحياة، ودون الحكيم في كتابه ما يلي:
《 أن تعيش مع امرأة قادرة أن تفهمك – هي أعظم #سعادة! 》 وهذه أيضاً كانت حقيقة صادقة وصارمة.
معن الطائي #الشارع_العربي