قصص من الواقع

ثمن الرفاهية

 في عائلتي قريب توفى رحمه الله كان رجلا عصاميا.. عنيدا ،
كان يقول:
**لن اتزوج قبل أن اشتري شقة وافرشها من احسن ما يكون، واشتري سيارة جديدة **
 
حقق أهدافه ..اشترى دكان ومنزل و سيارة . كان عمره أنذاك 33 سنة
 
ذهب لطلب امرأة عشرينية للزواج، فرأته أم جارتها وسمعت عنه أنه مرتاح ماديا ، ..
أرسلت ابنتها الجميلة جدا لتلاقيه عن غير قصد(تشبه كلاوديا كاردينالي)، وعمرها خمسة عشر عاما،. .
 
رآها فاعجب بجمالها جدااا ،وهي أيضا انبهرت بسيارته وملابسه الأنيقة.
 
بعد أن رآها وفهم الموضوع! اعتذر من عائلة الفتاة العشرينية المتوسطة الجمال، وذهب للتعرف على هذه الفتاة (الطفلة) ،ممكن أن تكون من عمر اولاده.
 
لكنها الشفقة ، هو أحبها وشفق عليها عندما علم أن اباها متوفي وأحب أن يخفف عن امها، اعتبرته الفتاة كبديل عن والدها، لكنها لم تحبه يوما بل كانت تحترمه (الاحترام ليس هو الحب).
 
بعد الزواج وتكاليفه الباهضة ، ذهبت معه لبيت الزوجية وبدأت المشاكل!!!
 
بعد أن حملت منه ثلاث مرات، مات الأطفال قبل الولادة ، لضعف جسد الفتاة وصغر عمرها.
 
بعدها أنجبت منه طفلا لم يكن بصحة جيدة ، بدأت تتعب نفسيته والطفل المريض كلفه أموالا كثيرة.
 
في يوم من الأيام قرر أن يخبر زوجته سرا كان قد أخفاه عنها ،أنه يملك كمية من سبائك الذهب للضرورة.لأنه كان يستثمر في الذهب ويملك كمية من السبائك للضرورة .
 
لم يقدر أنها طفلة، انبهرت بكمية الذهب ، فأجبرته على بيع سيارته وشراء سيارة ميرسيديس وبدلت نصف الأثاث وهو ينفذ طلباتها دون معارضة.
 
بعد فترة ..مرض الرجل واضطر أن يغلق دكانه ،
 
بعد أن تعافى وفتح دكانه من جديد خسر زبائنه وفقد ارباحه فاضطر أن يغلق دكانه ويصفي تجارته.
 
وبدأ يصرف من مدخراته التي جمعها في شبابه وينفذ طلباتها ، بكل شيء تطلبه منه.
 
تخلى عنه أقاربه …، مدخراته بدأت تنفذ، باع سيارته ، لم يعد له عمل، صارت حياته تعيسة، بعدها باع شقته واشترى شقة أصغر منها وفي شارع متواضع بعدما كان يسكن في منطقة راقية.
 
إلى أن استسلم للظروف الصعبة وقرر أن يعمل كموظف في شركة بعد أن كان رب عمل وتجارة كبيرة ..
كبرت الفتاة معه وهو تعب في حياته ..لأنه ضحى بكل ما يملك من أجلها ، عرفت قيمته وقررت أن لا تتركه وبقيت معه حتى وفاته.
مات و عمره ثمانين عاماً ، رحمه الله. وهي أصبحت أرملة بعمر 65 تقريبا
 
نعم للأسف الشديد ، لم اعرفه جيدا ، لكنني التقيت به أكثر من مرة كان مرحا ويحب المزاح والنكات، لكنني أعتقد أنه كان يحاول أن يشغل نفسه بالضحك والتنكيت عن همه الأساسي بعدما خسر كل شيء من أجل من أحبها.
 
كانوا يقولون لنا، هذا هو قريبنا الذي كان غنيا، انت لا تعرفه عندما كان يزورنا بسيارته الفخمة ،
ها هو جالس في الحديقة يدخن سجائره الرخيصة ويشرب فنجان قهوته المرة، وينفخ على الهموم لتنجلي.
 
أبي عاد #وقائع_الشارع_العربي
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى