من الذي يسمعك؟
من المحزن أن تعيش دهرًا تتكلم دون أن تجد أذنًا مصغية ،
من المؤلم ان تشعر أنك تحدث نفسك ، تنفعل والنَّاس تنظر ، تصرخ والنَّاس ينظرون حولك وكأنهم لا يرونك
هي الحياة أضحت هكذا في زماننا هذا ، كلٌّ يعيش في وادٍ ، أمواتٌ أحياء يهيمون على وجوههم ، تصطدم بأحدهم فينحرف مساره يمنة أو يسرة ، فيتابع سيره رغم تغير وجهته ، لا ينظر إلى أين يسير لا يدري إلى أي مكان يصل ، بل ربما لن يتوقف حتى لو وصل إلى شفير هاوية .
ينظر إلى اللامكان ، غير عابئ بالزمن .
أما أولئك الذين فهموا الكون على حقيقته ، فهموا حقيقتك و تقبلوها كما هي ، وفهموا حقيقة أنفسهم ، وفهموا حقيقة وجودهم ، تغاضوا عن نقصك ، وقدروا ما قدمته لتسعدهم أولئك فقط سيحترمون صمتك ، ويصغون لهمسك ، يفرحوا لفرحك ، وسيقفوا بجانبك يوم حزنك .
أولئك يقرؤون بين السطور ، ويسمعون مالم تقله ، ويفهمون ما خلف كلماتك
.سليمان_عمر ** الشارع العربي **