الدين والمجتمع

{ فِي رِحَابِ القُرْآنِ الكَرِيْم }

..{الجُزءُ الخامس}

  • –القرآنُ الكريمُ لغَةً وبياناً...

— اختلف العلماءُ في المعنى اللغويّ لكلمة القرآن :
— منهم مَن قال إنَّ القرآن اسمُ عَلَمٍ غيرُ مُشتقٍّ من جذرٍ لغوي وغير مهموزٍ :
أيْ (قِرَان)…
وهو بذلك اسمٌ اختصَّ الله تعالى به الكتابَ الذي نزل على النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ كما في أسماء الكتب الأخرى التّوراة والإنجيل والزبور وهو رأيُ الشافعيّ وغيره من العلماء…
— منهم من قال بأنَّ القرآنَ اسمٌ مشتقٌّ من القرائن لأنَّ الآياتِ يُصَدِّق بعضُها بعضاً ويُشابه بعضُها بعضاً كالقرينات أي المُتشابهات…
— قيل إنَّه لفظٌ مهموزٌ :
أي (قرآن) وهو مشتقٌّ من قَرَأ ومصدرٌ له وهذا ما ذهبَ إليه جمهور العلماء…
— كلمة قُرآن لم ترِدْ في الشعر الجاهلي الذي يُعدُّ ديوانَ العرب…
— اللهُ سبحانه وتعَالى سمَّاه قرآناُ :
(إنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنَا)ً…
— جاءت لفظةُ قُرآن على وزن فُعْلان ومثلها ألفاظ كثيرة مثل :
سُبحان…غُفْران…نُكْران…
كُفْران….حُسْبان….وغيرها كثير….
— قرأ مصدرها البنيوي المادي قراءة…
– قد تكون قراءةً غيرَ واعيةٍ..وإذا وعى القارئُ القراءةَ وامتلأ بها فهماً ووعياً نقول قرأ الكتابَ قرآناً لتصبح بُنْيَة معنوية….
— صيغة فُعْلان وفَعْلان تفيد في علم الصرف الامتلاء من الشيء…
سَبَحَ : مصدرها سبْحاً وسِباحَةً ووو..
أما اذا امتلأ الانسانُ في السَّبَح وهام به ووعى عظمةَ الخالقُ ونزّهه من كلِّ سوءٍ وذابَ في ملكوته نقول :
سبحااااااااااان الله…
— يخبرنا سبحانه وتعالى عن يونس ذي النون عليه السلام تائبا الى ربِّه :
— ( فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)…
— غفرَ : مصدرها مغفرةً واذا امتلأ بها نقول غُفْراناً….
— عطشَ مصدرُها عطشَاً واذا امتلأ بالعطش نقول عطشان…
وهكذا
— إذاً:
–إذا تصفَّح أحدُنا كتابَ الله دون تدبُّر فهو قد يقرؤه كالببغاءِ دون فهمٍ ووعيٍ لما قرأه…
— أمَّا إن تدبّره ووعاه وأحاط به نقول قرأ كتابَ الله قرآناً أي بامتلاءٍ من الفهم والوعي….
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)
أي : هم يقرؤونه ويحفظونه دون وعي وفهم وتدبر ودون العمل به فهجروه من صدورهم وحفظوه في سطورهم….
— ذهب آخرون إلى القول بأنَّ القرآن وصفٌ مشتقٌّ من القَرْءِ أي الجمع ومثال ذلك :
— قرأتُ الماء في الحوض أي جمعته فيه…
— سُمِّي القرآنُ بذلك لأنَّه جمع السّورَ بعضها إلى بعضٍ…
— القرآنُ الكريمُ جمع ثمراتِ وفوائدَ الكتبِ السَماويَّة التي نزلت قبله وجمع المعارفَ والعلومَ السابقةَ واللاحقةَ إلى أن يرثَ الله الأرض ومن عليها…
— إن هذه التعليلات من العلماء ليست اختلافاً حول تعريفه لغةً وإنّما يكمّل بعضُها بعضَا…

— يتبع في الجزء السادس إنْ شاء الله

محمد غدير **الشارع العربي**

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى