معنى الحمد في حياتنا .!!!
كيف حالك ؟
الحمد لله
يرد عليك : الحمد لله ، وقد يكون مكلومًا حزينًا ،أو تكاد الأرض لا تسعه من الفرح .
أنهى طعامه
يقول : الحمد لله ، وقد يكون قد أكل خبزًا جافًا وملح أو كافيارًا و شهدا.
أخذ مسكنًا للألم و بعد زوال ألمه ؛قال : الحمد لله ، وربما كان المسكن هو مورفين لإخماد ألم ورم خبيث أو مسكن بسيط لصداع عابر.
الحمد لله كلمة تعودنا التلفظ بها بعد كل عمل أو شيء نفعله ، أو نحصل عليه حتى كادت أن تفقد هذه العبارة معناها….
كلمة صارت مثل حبة المورفين نخدر بها أنفسنا ، ودورها يكمن في كونها مصدرًا للقوة والطاقة الإيمانية ؛ ونورًا ينير سبيلنا وغذاءا لأرواحنا.
لنفكر معًا وبتروي ، كيف يوظف اللاوعي فينا
(الحمد ) سلبًا وإيجابًا .
إن عبارة ( الحمد لله ) في السراء والضراء ذاتها ، لكن مع اختلاف توظيفها ، وإختلاف النتائج المترتبة عليها.
يستخدمها البعض مثل المخدر حينما تعصف بحياته الآزمات، يعزي بها نفسه ، وهو إعتراف منه بعبوديته لله ، ورضاه بأقدار الله لا محالة ،.. لكن تكون سلبية الأثر حينما تتوقف عند الحمد ولا نتحرى أسباب الألم، الحزن والفشل ، نستمر بذلك حتى تنهار حياتنا ونحن نظن أننا نفعل خيرًا ونثاب على حمدنا ، في حين أننا من حيث لا ندري حكمنا بحكم ( المتواكل ) الذي إستسلم وجلس يتضرع لله أن يزيل عنه الغمة دون أن يعمل لذلك….
يعتبر ذلك صبرًا على الإبتلاء، ورضًا بالقضاء وقناعة.
ويستخدمها البعض كما الأول بداية ، رضاً وقناعة، لكنه يتبع ذلك بالبحث عن أسباب الفشل، والعمل على تجاوزها ، والبحث عن سبل لتجاوز الألم وعدم الإستسلام للإحباط، وتبديل الواقع.هنا يكون الحمد إيجابيًا.
حينما نحمد الله ونستكين ، فإننا نرسم صورة زاهية لواقع مؤلم وبائس، ونكرر أنها مشيئة الله؛ متناسين أن كل شيء يحدث بمشيئة الله ، ولكن قد ينافي بعضه رضاه فنكون آثمين ومحاسبين….
إن مثل هذا النمط من الحمد ، يعطل قدراتنا على النهوض،….
أما إيجابية الحمد ، و العمل على النهوض وتجاوز الواقع المؤلم، والإعتراف أن واقعنا سيء ومن الممكن تغيره ، هو الحمد الذي يستوجب ثوابًا وجزاءًا…
إذن ليس الحمد هو ما درج الكثير عليه ، ليس الحمد هو ما يطلبه منا بعض فرسان المنابر ، حمداً في السراء والضراء، دون أن يتبع خطبته العصماء بالحث على رفض الواقع ، رفض الظلم و الحث على العمل .
حينما نحمد الله ، فإننا لا نفعل ذلك ثناءًا على واقع مزرٍ ، بل هو ثناء على الله ، الله الذي سخر لنا الكون لنرتقي ، ومنحنا الإرادة والقدرة والخيار ، وهو سيحاسبنا على خيارنا التالي ” للحمد ”
سليمان_عمر **الشارع العربي **