مع أنامل عربية سورية
تتشرف مجلة الشارع العربي بإستضافة الدكتور:عبد الباسط إبراهيم البيرم : الخطاط العربي السوري الذي نجول معه في هذا الحوار عن رحلته مع الخط العربي ؛ وفكرة كتابته للمصحف الشريف بكل قواعد الكتابة العربية العريقة ؛ بجمالية الخط العربي الأصيل
مرحبا بكم دكتور عبد الباسط في مجلة الشارع العربي ونبدأ بالسؤال المعتاد: كيف تولدت عندكم فكرة كتابة الخط العربي بشكل عام كتابة المصحف بشكل خاص ؟
تتلمذت على يد شقيقي الأكبر الراحل الدكتور خليل وتعلمت منه قواعد الخط العربي منذ صغري… تابعت دراستي للخط العربي وكان أول معرض لي وأنا في الصف الثاني الثانوي ولقي نجاحاً وتشجيعاً كبيرين والحمد لله.
تابعت اهتمامي بالخط العربي بكتابة لوحات قرآنية على جدران المساجد.
ثم بعد ذلك صرت أشارك بمعارض الخط العربي على مستوى بلدي سورية.
أثناء تواجدي في دولة الكويت ايضاً لم أتوقف عن كتابة اللوحات الخطية والزخرفية.
كيف روادتكم فكرة كتابة المصحف الشريف؟
خطرت لي فكرة كتابة المصحف الشريف عندما حفظت زوجتي الراحلة كتاب الله كاملاً ؛ فقررت أن أبدأ في العام 2000 في أول مصحفٍ لي واستغرق معي أكثر من سنتين كاملتين.
ساعدتني زوجتي رحمة الله عليها وشجعتني وكانت تراجع معي مصاحفي.. وخلال مسيرتي الحافلة عبر عشرين عاماً فقد أكرمني الله سبحانه بكتابة المصحف الشريف 19 مرة,
هل لكتابة المصحف قواعد معينة في الكتابة ؟
نعم ..كتابة المصحف تحتاج إلى اتقان قواعد خطي النسخ والثلث، ثم اتقان أحكام النون الساكنة والتنوين.. ثم التفرغ للكتابة ومراجعة التشكيل الصحيح والالتزام بتباعد السطور ووضوح كل كلمة وكل تشكيل.
فأنا عادة أكتب المصحف كاملا دون تشكيل.. ثم أعيد تشكيله من البداية إلى النهاية.. ثم أعرضه على حافظ للقرآن للمراجعة قبل تغليفه النهائي.
لنركز دكتور ع الباسط على هاته الفقرة . وةونحاول أن ندقق فيها على طريقة الكتابة ليس فقط من الناحية الخطية بل من الناحية النفسية التي تعتبر الأهم في كتابة كلام الله ؟
كتابة الآيات القرآنية إنما هي إحساس روحاني؛ قبل أن تكون تجسيدا بالقلم والورقة.. كم أوقفتني آيات تأملتها واقشعر بدني وأنا أعيد قراءتها قبل كتابتها.. آيات فيها وعد وأخرى فيها وعيد.. وآيات تصف أحوال المؤمنين الفائزين وأخرى تصف هلاك الأمم السابقة التي جحدت بالكتب والرسل.. وما أعظم الآيات التي تصف جلال الله سبحانه وعظيم قدرته وفضله على الخلائق!
هل يكون تأثير الكتابة القرٱنية كتجويده ؟
لا أبداً… قراءة القرآن الكريم أو تجويده تختلف في تأثيرها النفسي والحسي عن كتابته باحتراف وتشكيله. فكاتب المصحف يقضي الساعات في كتابة صفحة أو صفحتين مع التشكيل والمراجعة ويتعمق في معاني الآيات وترتجف يده عند بعض الآيات وربما تنزل دموعه من آيات تخر لها الجبال الراسيات!
سلمتم دكتور وسلمت أناملكم بكتابة ٱيات الله بجمال روعة عمقها الإيماني ورونق الخط العربي بها …
حاورته ريم العلوي **الشارع العربي **