شرف الخصومة
من مظاهر تخلّف العرباليوم ,أنهم عندما يخاصمون شخصاً أو يختلفون معه فإنهم “يشيطنونه”
طعناً في دينه فيجعلونه كافراً,وفي شرفه فيجعلونه فاسقاً, وفي علمه فيجعلونه جاهلاً,وفي أهله وفصله وكأنه لقيطٌ!
والمصيبة ليست فقط في من يتهم ويسب ويطعن فقط , وإنما في أنصاف الجهلاء الذين يصدّقون أنصاف المتعلّمين!
كان الفارس العربي “عنترة بن شدّاد” عندما ينازل فارساً ويسقط ذلك الفارس أرضاً يقول له عنترة:
انهض والتقط سيفك ودافع عن نفسك حتى لا تقول العرب أن عنترة قتل رجلاً أعزل!
في إحدى معارك المسلمين ضرب علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مشركاً فأسقطه أرضاً.. أراد عليّ أن يجهز عليه بسيفه فبصق المشرك في وجه سيّدنا عليّ.. رجع عليّ وتركه ولم يقتله!
سألوه: لماذا لم تقتله يا أبا الحسن؟! قال: خشيتُ أن أقتله ثأراً لنفسي وليس جهاداً في سبيل الله فأصبح من المنافقين!
وهكذا يكون شرف الخصومة أن تدافع عن كرامة دينك ونفسك دون أن تمس الآخرين بسوء القول والجرح والتجريح..
ولا تجهر لتنال البطولة الظالمة في سلب حق الغير بقوة الظلم.
الشجاعة في أن لا تبالغ في الخصومة ؛ وأن تجعل للصلح موضعا, فهي شيم وأخلاق شرف الخصومة .
.د. عبد الباسط إبراهيم **الشارع العربي **