العقد الستين
أسير إلى الستين مثقلة الخطى
كأني أهرب من الزمان
وأعجب من طول عمر عشتهُ
ومُرّ السنين التي تذوقتها
عناء وحنين وذكريات . فرح وألم
كأني الى الثلاثين أمضي
وأبني لحياتي حلم وبساتين
ذاك صندوق أمنياتي المخبئة
أتحلى بالصبر تحت ثوب الخجل
أقاسم ياقوتتي مع أحبتي
ابتعد عمن يتغير مع مرور الزمن
وأقترب ممن لا يصدأ معدنه
فيخترق القلب بجمال المعشر
ليسرد أعذب كلمات تسكن الأحشاء
ها أنا أعد على أصابعي عدد سنواتي
تساقط الكثير الكثير منها سهوا
وضاعت ما بين الخيال والأمل
كشيخ كهل يردد أنغام بالية
ذلك الزمان والٱن والأوان
يدور كما دارت عقارب الساعة
وطاح في مذبحة الضجر والقهر
أحرقه بنار الخيبة الصاعقة
فالنخلة كلما علت تبقى شامخة لاتنحني
لكنها تتأكل . وتموت صامتة
ذاك هو العمر الذي مضى . فلا أخشى الرياح
ما زلت أحسب المسافات
بين الأمس واليوم . وغدا
فالعمر الذي مضى دنى وتدلى ثم بكى
فنام على نعش الحياة
هناء الألوسي** الشارع العربي **