تائهون
نحن تائهون ونفتقر إلى التربويين الذين يقوّمون اعوجاجنا بهدوء، وبعيدا عن مصالحهم الشخصية،
هذا فضلا عن أننا نفتقر إلى الحاكم الرشيد،
بل أغلب حكّام أمّتنا قد ارتدوا لباس التزييف والسعي نحو مصالهم الخاصة .
ولو كانت بعيدة عن مصلحة بلدانهم وأمّتهم…
ما نفتقر إليه هو الركيزة الأساسية في التربية النفسية، المبنية على الإيمان،
وكثيرون في بلادنا يأخذوننا إلى التربية الشكلية الظاهرة،
ويعطّلون ضمائرنا تعطيلا متعمّدا،لكي نبحث كلنا عن مصالحنا الشخصية، ولا نعبأ بمبدأ أو دين أو معتقد…
ولا أستثني الدعاة في المساجد، وما أكثرهم!
إنّ المعلّم في المدرسة ربطناه بالتقيّد في المناهج الدراسية دون الخروج عليها،
وعطّلنا دوره التربويّ القويم،
وقد تمّ اختياره أصلا لا على أساس القيام بدوره التربوي بل بدوره التعليمي فقط.
وكأنّ ورقة الشهادة التي سيحصل عليها الطالب هي الأساس.!!٠
إنّ الأساس في الحياة هو المعاملة الحسنة؛ والضمير الحيّ الذي يراقب المرء ؛ ويحاوره ويكون واقعيا معه في تقويمه عند الاعوجاج،وليس الحصول على الشهادات والأموال…
روح أمّتنا منتزعة منها وموضوعة في جمّادة طويلة الأمد،
وما علينا إلّا أن ننقذها مما هي فيه جميعا،
بصبر وتحمّل وعناء…
وفي النهاية أذكّر بقوله تعالى:
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}،
ولنلاحظ هنا جميعا أنّ الأمر بالمعروف هو البداية السليمة،
ثمّ النهي عن المنكر،
ليتمّ الإيمان الكامل بالله.
محمد كرزون **الشارع العربي **