العقل الباطن وإتمام النواقص
الشارع العربي
يُحكى أنّ أحد ملوك الصّين القديمة طلب من رسّام أن يرسم له لوحات جدارية للطبيعة في غرفة نومه. وبعد أيام استدعاه على وجه السرعة
ليطلب منه أن يلغي رسم الشلال والطيور من اللوحة الجدارية
لأنّ صوت خرير المياه وزقزقة الطيور تمنعه من النوم
في الظاهر تبدو حكاية طريفة تترجم سلوكا غريبا لهذا الملك
ولكن في الحقيقة هو انعكاس للعقل الباطن الذي تعود على إتمام النواقص وصولا إلى الكمال
بمثال آخر
إن الوثوق بالآخر هو نتيجة معرفة به لكن على الأغلب هي معرفة لا تتجاوز نسبة 10% أو 15%
يأتي دور الذهن ليكمل هذا النقص بالنسبة المتبقية مما يؤلد الثقة والإيمان
وفي حال الصدمة بالآخر تتولد الخيبات
فهذا مصدوم بصديقه وهذه مصدومة بحبيبها وقريب مصدوم بقريبه ،،، إلخ
في الحقيقة إنّ من صدمك بسلوكه وخيب ظنك به
لاذنب له ذهنك هو المسؤول عن خيبتك
لأنه شكل صورة خيالية كاملة عنه صورة لا تماثله
بالمقارنة مع هذا
لن يبدو سلوك الملك الصيني غريباً
فلشدة إعجابه بالمنظر قام ذهنه برسم وإتمام النواقص في اللوحة فبدت الطبيعة تتكلم..
مختارات** الشارع العربي **