عزيزي المفقود
انصت إليَّ الآن بتواضع كعادتك…
لي صديق مقرب جدًا…
أحب امرأة تصغره بأعوام: ربما ثمانية، أو ستة،أو أكثر.
هي صغيرة جدًا، وضئيلة جدًا، رغم طفولتها العجوز. أنجبت وهي عاقر بعض الأولاد الأشقياء. …
كلّهم ماتوا قبل أن تنجبهم. كانت جميلة في تجاعيد المراهقة..،
وهي ساندة في كلّ خطوة تخطوها على عكاز الشباب. ملامحها تشبه الموناليزا بعدما شابت،
أو رسمت بها الفضاء المتسع، كأنَّ الفضاء بات خارج اللوحة، ولا أبصره إلا داخل الخروج من ذات الرسمة، فتخرج الموناليزا من الذات كممثل يخرج إلى خشبة المسرح والأضواء. ويبقى الفضاء أعزبَ في جوف ما رُسِمَ على امراة تُدْعى (اللوحة). ونام محدقًا بعيونه تجاه الأرض ومن يسكنوها من ناحية. وتجاه السماء وأهل بيتها من ناحية أخرى، كأنمّا نظراته المتكتلة طلقات من الرصاص المنتصر والمهزوم معًا. يُطلق لإحياء السلام ولإماتته في آن متفرد بالوحدة!
تزوجت ثلاث وعشرين عزلة قبل أن تحبه. ووُلِدَ في حبها ستة رجال. كلهم طلبوا منها الطلاق قبل انفصال الانطوائية عن إجتماعيتهم المطوية في الزواج منها.
يتبع ….
مؤمن عفيفي **الشارع العربي**